فى كل مرة تنفجر فيها أحداث طائفية سنعيد إنتاج غضبنا ورفضنا وإحباطنا و«قرفنا» وخوفنا على مصر التى نراها تنساق إلى مخطط التقسيم والتفتت ونرى السيناريو المخيف والمفزع بأعيننا دون أن يتحرك أحد لإجهاض الفتنة ووأد المخطط الشيطانى المرسوم الذى يقوده فاعل معلوم فى مهده.
فى كل مرة يعاد إنتاج نفس المشاهد المملة والعبثية بين الأزهر والكنيسة للتأكيد على الوحدة الوطنية والنسيج الوطنى ورفع الشعارات الكوميدية البعيدة كل البعد عن حجم الكارثة والمصيبة على أرض الواقع.
فى كل مرة ستنطلق صيحاتنا وندق الأجراس بأن مصر فى خطر وأن هناك من يحرق مصر ويشعل فى جسدها النيران وأن هناك أصابع وأيادى داخلية وخارجية تنفذ من العلاقة المرتبكة والمتوترة بين المسيحيين والمسلمين فى مصر.. أضعف بقعة فى جسد الوطن ومكمن الخطورة فيه وسر مقتله وانهياره.
فى كل مرة سيتزين نجوم الفضائيات من النخبة المتحذلقة والمغيبة بأبهى الحلل ليتصارعوا بالكلمات المتسكعة الثملة ويستعرضوا بالألفاظ الفارغة المضمون ليزيدوا من ارتباك الناس وحيرتهم.
فى كل مرة سيخرج علينا رئيس الحكومة التائه والمسكين والمرتبك بعد منتصف الليل بكلمات باهتة مكررة ليبدى قلقه وحزنه وألمه وخوفه على بلد يبدو أنه لا يعرف عنه شيئاً ولا يحكمه ولكنه يظهر للناس أنه جاء رغما عنه إلى رئاسة الحكومة وكان فيها من الزاهدين..!
فى كل مرة الكل يقف مكتفيا بالتنديد والشجب ثم الفرجة على مشهد ذبح الوطن بأيدى أبنائه وبأيدى المسؤولين عن إدارته، فى انتظار المصير الأسود.
لكن هذه المرة هى الأخطر على الإطلاق من كل المرات السابقة منذ قيام ثورة 25 يناير فقد فاق رد الفعل والتجاوز كل الخطوط الحمراء ولن ينفع مشهد توبيس اللحى وتعانق الكفوف الزائف وترديد الشعارات الجوفاء واتهام «الأصابع» و«الأيادى» الخارجية.
فهناك كارثة ومصيبة داخلية باتت مثل كرة الثلج بل مثل كرة النار المشتعلة وتحتاج إلى إطفاء سريع وتحرك حاسم وقرارات فورية وقوانين عاجلة، فالمسألة خطيرة للغاية والعلاج الآن يحتاج إلى جراحة عاجلة لإنقاذ الجسد المتداعى والثورة المهددة للإجهاض والانتكاس.
المطلوب أولاً التهدئة الفورية للنفوس الغاضبة من العقلاء فى الجانبين، ثانياً محاسبة المتسببين عن الأزمة والقبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة وصدور قرار فورى بإعفاء محافظ أسوان من منصبه، وتشكيل لجنة فورية لمناقشة تفعيل قانون دور العبادة الموحد واستعادة دور وهيبة الدولة فى التصدى للقضايا الطائفية بالقانون دون الاستعانة برموز الوهابية أو بالجلسات العرفية.
تحركوا الآن أرجوكم.. أرجوكم.. قبل مشهد النهاية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة