بدأت أمس فى كتابة شهادة سمعتها من سجين سابق فى سجن الفيوم، وهو صديق مثقف ظل فى السجن 26 شهرا، وأنقل ما ذكره حول قصة فرار المساجين من السجن أثناء ثورة 25 يناير، وهى القضية التى تضاربت حولها الأقاويل، فيما يتعلق بتحديد الطرف المسؤول عن فتح أبواب السجون، ووصلت إلى حد اتهام أطراف خارجية مثل حماس وحزب الله.
بعد أن وصف صديقى سجن الفيوم، وأكد أن المساجين لم يكونوا على أى معرفة بما يدور فى الخارج من ثورة تطالب بإسقاط النظام، قال، فوجئنا ونحن فى عنابر السجن بالحراس يفتحون كل أبواب العنابر، ويقولون بأعلى صوت: «أخرجوا.. اهربوا.. أخرجوا.. مفيش حد يفضل هنا.. اللى هيفضل مفيش حد مسؤول عنه»، فخرج المساجين مسرعين، تاركين وراءهم كل أمتعتهم الشخصية، وكانت المفاجأة أمامهم أن أبواب السجن الـ 11 مفتوحة على آخرها، وكانت هذه الخطوة تحديدا هى أكثر ما يلفت الانتباه فى القصة كلها.
ويضيف، أنه وآلاف المساجين الذين معه، ومن هول المفاجأة، ظنوا مثلا أن البوابة الرئيسية ستكون مغلقة، لكنها أيضا كانت مفتوحة، وفى عبور البوابات لم يكن هناك جندى واحد من جنود الحراسة، أو ضابط مسؤول، أو قائد السجن، وحتى كلاب الحراسة لم تكن موجودة، ولم يكن هناك أى أثر لوجود الجنود الذين يقومون بمهام الحراسة الخارجية، ولم يتم إطلاق طلقة واحد.
يستكمل، بدأت القصة تقريبا فى حوالى الساعة السادسة مساء، وخرج المساجين إلى الصحراء حيث يقع مبنى السجن، ويقول إنه فى الوقت الذى كانوا يتفرقون فيه فى السير، ويترقبون أى وسيلة تنقلهم، بلغت الإثارة ذروتها برؤيتهم لسيارات تقف أمام السجن، وينزل منها شخصيات تدخل وتعود بأسلحة وأمتعة وأشياء أخرى كثيرة، وحملتها على السيارات لتنطلق إلى أماكن مجهولة لا يعرفها سواهم، ويضيف قطعنا المسافة إلى المدينة سيرا على الأقدام، وبمجموعات متفرقة، وأثناء السير كان هناك من يهرب داخل الحقول، ومن يدخل فى أى شارع يقابله، ومن يركب أى سيارة أجرة، ويؤكد أن الأهالى كانوا يقدمون المساعدة، ويضرب المثل بنفسه، حيث أعطاه رجل جلبابا أبيض كى يرتديه بدلا من ملبسه.
.. يتبع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة