المفاجأة المدوية التى فجرتها المستشارة نهى الزينى، عضو لجنة العدالة الوطنية التابعة لمجلس الوزراء، فى أزمة كنيسة الماريناب بادفو بمحافظة أسوان، كفيلة بأن يتقدم الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء باستقالته، ولكن قبل الاستقالة يجب محاسبته كأحد المسؤولين عن كارثة الأحد الدامى فى ماسبيرو..!
الدكتورة نهى كشفت أن اللجنة التى تشكلت برئاسة عصام شرف نفسه فى مايو الماضى عقب أحداث كنيسة امبابة لمواجهه الأزمات والمشاكل الطائفية، أوصت بشكل عاجل وفورى عقب اندلاع أحداث الماريناب بإقالة اللواء مصطفى السيد، محافظ أسوان، ومنح الكنائس التى تمارس فيها العبادة تراخيص فورية، على أن تتم مناقشة إقرار قانون دور العبادة الموحدة بعدها بأيام.
لكن الحقيقة المفجعة والمؤلمة، كما قالت نهى الزينى، أن الدكتور عصام شرف الذى تسلم تقرير اللجنة التى يرأسها بشأن الوضع فى كنيسة ادفو تجاهل المطالب والتوصيات وترك الأزمة تتصاعد دون تدخل حتى وقعت مأساة الأحد الدامى فى ماسبيرو، والتى خرج علينا بعدها شرف ببيان بعد منتصف الليل ليتظاهر بالألم والجرح العميق من تداعيات ما حدث دون أن يعترف بمسؤوليته المباشرة عن الأحداث فى تباطؤه وتخاذله فى اتخاذ القرارات العاجلة ووضع توصيات اللجنة الرسمية التى يترأسها سيادته موضع التنفيذ الفورى.
بسبب هذا التباطؤ والتجاهل لحجم الكوارث والأزمات والموروث عن النظام السابق اضطر عدد من أعضاء اللجنة تجميد عضويتهم وإعلان مواقفهم من رد فعل الدكتور شرف، وحتى لا يكونوا مشاركين ولو بالصمت فى جريمة الماريناب، وأعتقد أن باقى الأعضاء سيفعلون نفس الشىء قريبا.
فقد شكّل الدكتور شرف اللجنة بعد أحداث كنيسة مارمينا بامبابة فى مايو الماضى بمهام محددة وهى مراجعة القضايا الطائفية التى أهملها النظام السابق وتطبيق سيادة القانون ومراجعة قانون دور العبادة فى مصر.
لكن يبدو أن الدكتور شرف أعاد إنتاج أسلوب تعامل النظام السابق الفاسد مع الملفات الصعبة لخداع الرأى العام وتهدئته بتشكيل لجان حتى تتوه القضايا فى زحام الحياة اليومية للشعب، ولكن نسى أن هناك أعضاء فى اللجنة مثل الدكتور نهى الزينى لن يصمتوا على جريمة بحق الوطن وسيكشفون للرأى العام الأساليب الملتوية والنوايا الغامضة من رجالات الحكومة والمجلس العسكرى تجاه القضايا المصيرية بعد ثورة يناير.
أعتقد أن مفاجأة الدكتورة نهى الزينى هى ورقة التوت الأخيرة للدكتور شرف، وعليه أن يتحمل مسؤوليته فى الأزمة أو يتقدم باستقالته وهذا أضعف الإيمان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة