هذا بلاغ للرأى العام، فما عاد يجدى أن نوجه بلاغنا لأولى الأمر فى هذا البلد، أما البلاغ فهو «احذروا التليفزيون الرسمى المصرى فيه سم قاتل.. اللهم قد بلغت اللهم، فاشهد، التليفزيون فيه سم قاتل».
ما حدث يوم الأحد الدامى على يد أهل ماسبيرو لا يدل إلا على جريمة مكتملة الأركان فى حق الأمة التى كادت أن تصل إلى شفا الحرب الأهلية بسبب ما فعله عباقرة وأغبياء الإعلام الرسمى.
ومن عجائب القدر المصرى أن وزير إعلام حسنى مبارك الذى يقبع خلف القضبان الآن أنس الفقى من بين ما يحاكم عليه هو ذات الاتهامات التى يجب أن نحاكم عليها وزير الإعلام الحالى أسامة هيكل.
القضاء يحاكم أنس الفقى بتهمة التبديد بسبب إعطائه للقنوات الخاصة مباريات كرة قدم قومية دون تحصيل رسوم فأضاع على الدولة حقها.
ومن الغريب أنه أثناء محاكمة أنس الفقى يفعل وزير إعلام ما بعد الثورة نفس أفعال الفقى ولكن بشكل أكثر سوءاً ورغم ذلك يظل وزيراً.
أسامة هيكل كوزير للإعلام قرر أن يمنح كل القنوات المحلية والعالمية حق بث محاكمة مبارك دون أن يحصّل حقوق البث فأضاع على خزانة اتحاد الإذاعة والتليفزيون ملايين، وهو خاوى الوفاض، ولن أقبل أن يقول لى أحد إن هذا قرار كان أكبر منه وإنه كان قرارا فوقيا ولا تحتيا.
فالوزير الذى لا يعرف كيف يدير منشأته وينتظر قرارات غيره فليذهب إلى الجحيم، فمصر لم تعد مرارتها المريضة تسمح باحتمال وزراء خيال المآتة.
جلدنا أنس الفقى حياً لأنه ضلل الشعب وكنا على حق، فما بالنا نترك أسامة هيكل يرتع فى مبنى التليفزيون ويجلس فى الدور التاسع وهو يحيط مكتبه بسياج حديدى لحمايته.
جلدنا ومازلنا نجلد أنس الفقى لأنه ضلل الشعب، ونحن على حق، فما بالنا نترك أسامة هيكل الذى يكاد يحرق مصر بفتنة سوداء فى أيام كاحلة.
أنس الفقى ضلل بعضا من الشعب المصرى لبعض الوقت، ولكن أسامة هيكل كاد أن يفتك بكل الشعب المصرى، فماذا نحن فاعلون به الآن؟
وعود على بدء، احذروا التليفزيون المصرى فيه سم قاتل، ولا عزاء لكم فى وزير أو مشير.