محمد الدسوقى رشدى

الخونة..

السبت، 15 أكتوبر 2011 08:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تنظر إلى التحالفات التى تنهار بعين شفقة، ولا تتجه نحو التحليلات التى تشرح لك سياسيا كيف انهار «التحالف الديمقراطى»، أو كيف تتشقق «الكتلة»، أو كيف فشلت القوى الإسلامية ممثلة فى أحزاب الأصالة، والنور، والبناء، والتنمية، والحرية والعدالة، فى الاتفاق على كلمة سواء أو قائمة شبه سواء!

راجع الأيام القريبة فى ذاكرتك واستدع منها التصريحات التى خرجت من قيادات الأحزاب والتيارات السياسية وهم يتحدثون عن إنكارهم لذاتهم ولمصالحهم الشخصية ورفع راية الائتلاف والتعاون من أجل مصر، راجع الأيام الأولى لتأسيس هذه التحالفات واستمتع بشعارات الوحدة وكله من أجل مصر وهى ترن فى أذنك وأنت تتبع رنتها هذه بنظرة إلى السماء مصحوبة بعبارة تقول سبحان الله هل نجحت الثورة فى أن تغير القوى السياسية وتجمعها على قلب وطن واحد!!

الأيام أثبتت أن الثورة لم تغير سوى الرئيس المخلوع حسنى مبارك فقط، وأثبتت أيضا أن ذيل أغلب القوى الحزبية والسياسية لا يمكن تقويمه أبدا حتى ولو علقنا فيه مليون ثورة، والدليل أن نفس الأحزاب والقوى السياسية كانت تدعو فى عهد مبارك إلى توحيد صفوف المعارضة وإلى موائد حوار نهارا، وحينما يأتى الليل يتسلل كل واحد منهم ليرتمى فى حضن الحزب الوطنى أو النظام عموما طمعا فى مكسب شخصى أو ضمان تفوق نسبى على باقى التيارات الأخرى، وهى نفس الحدوتة التى نعيشها الآن ويحكيها لنا رفعت السعيد والبدوى وأسامة الغزالى حرب ومحمد مرسى وباقى شلة الأحزاب، بدأوا الحدوتة بكلام كثير حلو عن وحدة الصف، وحاجة مصر إلى ائتلاف وتعاون يعبر بها من نفق المرحلة الانتقالية، ولكنهم أنهوها بسرعة شديدة بشكل مأساوى وبكلام «ملتوت» حول نسبة كل تيار فى القوائم والمكاسب الشخصية التى قد يجنيها من وراء هذا التحالف، وطبعا ولأن الخيانة فى دمائهم تجرى حاولوا أن يصوروا للناس أن الخلاف بينهم فكرى بينما الحقيقة تقول إن الخلاف سببه «عظمة» بلا صاحب والكل يلهث للفوز بها منفردا.

خونة.. ربما يكون اللفظ قاسيا ولكنه الأنسب لكل حزب أو قيادى سياسيى فشل فى أن يهزم نفسه الأمارة بسرقة أكبر قطعة من التورتة بعد أن اتفق على تقسيم جماعى عادل، حتى ولو كانت نتيجة إشباع مكاسبه الشخصية.. جوع مصر كلها.

الأحزاب التى عشمت الناس بوحدة صف وعمل ائتلافى، ثم نكثت عهودها وأخلت باتفاقها منافقة، والله من فوق السماء السابعة أوصانا بعدم ائتمان المنافق، أنا لا أفتش فى ضمائر أحد ولا نوايا البرامج الحزبية التى تبدو فقيرة ومتشابهة، و«ماسخة»، ولكن أخشى على المواطن المصرى الذى يطارده «الغلب» اقتصاديا بالجيوب الفارغة والأسعار المرتفعة، وسياسيا بالأحزاب المنافقة، بأى منطق ستدعونه لأن يكون إيجابيا ويشارك فى الانتخابات، بأى منطق ستدعونه لأن يكون مطمئنا وآمنا على مستقبل الوطن ووحدة صفه، وهو يختار من بين أحزاب وحركات سياسية فشلت فى توحيد صفوفها والاتفاق على كلمة سواء، بأى منطق ستدعونه لأن يختار من بين متعدد بات يعلم يقينا أن أغلبه غير فاعل وغير صادق.

قلبى مع الناخب المصرى المحشور بين خيارات أحلاها مر ومرراته قاتلة، وأملى فى فطرته السليمة القادرة على تمييز الخبيث من الطيب وفى رحمة الله التى اختزنها لهذا الوطن الأمين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة