حتى الآن لم يتوصل وزير الإعلام أسامة هيكل أو اللجنة المحايدة للأحد الدامى فى مبنى ماسبيرو إلى «المسؤول الكبير» و«مستر إكس» و«اللهو الخفى» الذى ذكرته المذيعة رشا مجدى، واتهمته بأنه كان وراء الخبر العاجل الذى أثار غضب المصريين وليس الأقباط وحدهم ووضع التليفزيون الحكومى الرسمى فى موضع الشبهة والاتهام بالتحريض على إثارة الفتنة الطائفية.
هل هناك صعوبة فى التوصل إلى هذا المسؤول الذى مازال كبيرا فى التليفزيون ويحرك بتوجيهاته وتعليماته الإعلام المصرى دون مراجعة مسؤول أكبر منه يحدد له السياسة الإعلامية تجاه القضايا الاجتماعية فى مصر.
الشعب يريد أن يعرف من هو المسؤول الكبير الذى كان على وشك أن تضيع مصر بسببه، ويريد أن يقدم هذا المسؤول للمحاكمة الفورية بتهمة خيانة الوطن.
ومن هنا فنحن نطلب من المذيعة رشا مجدى أن تفصح عن اسم هذا المسؤول على الفور إذا كان كما يقول وزير الإعلام أننا نعيش عصر التغيير والشفافية فى الإعلام المصرى، ولم يعد هناك «كبار» فوق المسؤولية والمحاسبة.
نرجو من وزير الإعلام أن يأمر المذيعة رشا بالكشف عن اسم المسؤول الفضيحة الذى مازال يعيث فسادا داخل مبنى التليفزيون، ولم تطله حركة التطهير، ومازال يتحكم فى إدارة السياسة الإعلامية بعيدا عن الوزير نفسه. ولن نقبل أن تقدم المذيعة «كبش فداء» لفساد مازال مستشريا فى جسد الإعلام الحكومى، رغم قيام الثورة وسقوط النظام الذى كان يتحدث باسمه، ولن نقبل أن تأتى نتائج وتوصيات اللجنة المحايدة التى شكلها الوزير للتحقيق فى أزمة الأحد الدامى فى ماسبيرو بكلام عام دون تحديد مسؤوليات مباشرة لكل من شارك فى جريمة التغطية المباشرة للأحداث التى صبت الزيت على النار وزادتها اشتعالا.
وأيا كان حجم المسؤول الكبير المتهم الأول فى التحريض فلابد من الكشف عنه لأن التغاضى عنه و«طرمخة» القضية سيضع الوزير نفسه فى دائرة الاتهام والشك فى إدارته للوزارة وصمته عما يحدث داخل سراديبها بعيدا عن رقابته ومسؤوليته المباشرة.
على الوزير أن يتذكر أنه كان يرأس تحرير صحيفة معارضة دائمة الانتقاد للتليفزيون والإعلام الرسمى، فعليه أن يثبت أن المناصب لا تغير المواقف، ولا تلونها رغم الانتقادات الكثيرة الموجه له منذ توليه وزارة الإعلام.