تلقيت هذه الرسالة البريدية، تحمل توقيع «عمال السويتش فى القطاع الحكومى»، وتحتاج إلى قراءتها جيدا من الدكتور حازم الببلاوى نائب رئيس الوزراء ووزير المالية، وهى رسالة لافتة تكشف أوضاعا مجهولة لموظفين فى الدولة، لا تعرف الحكومة شيئا عنهم.
هؤلاء العمال ينتشرون فى كل الوزارات ودواوين عام المحافظات ومؤسسات أخرى فى الدولة، والرسالة عبارة عن استغاثة إلى رئيس الوزراء يقولون فيها: «هل تعلم يا رئيس الوزراء أن عامل السويتش بالقطاع الحكومى بالدولة يصرف جنيها واحدا فقط فى الشهر كبدل سماعة».
تضيف الرسالة أن عامل السويتش الذى يعمل من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية والنصف، يرد على المكالمات، ويطلب أرقاما، ويستقبل ويرسل إشارات، ورغم كل هذا العمل الشاق يتم صرف جنيه واحد فقط مقابله يضاف إلى مرتب الشهر، وتتساءل الرسالة هل يرضى هذا الوضع ضمير رئيس الوزراء فى وقت أصبح فيه كوب الشاى ثمنه هذا الجنيه؟ وكما هو واضح من الرسالة، فإن موظف السويتش يتقاضى راتبه وفقا للسلم الذى ينظم مرتبات الموظفين بالدولة، غير أن المشكلة تكمن فى البدل المشار إليه وهو «بدل السماعة».
تنتهى الشكوى عند هذا الحد، لكنها تفتح الحديث عن قطاع من الموظفين فى الدولة يقدمون شكواهم بطريقة سلمية، ولم تحمل الرسالة أى إشارات حول إذا ما كانت هناك جهود بذلت من أجل تصحيح هذا الوضع أم لا؟ وإذا افترضنا أن هذه الرسالة هى نقطة البداية فى محاولة لفت نظر المسؤولين، فالأجدى ألا يتم تجاهلها، حتى لا نجد هذا القطاع الواسع من الموظفين ينضم إلى مسلسل المظاهرات الفئوية، وإذا أقدموا على خطوة التظاهر بسبب تجاهل المسؤولين فلن يلومهم أحد.
ومن سيعرف أن ما يقوم به الموظف من هؤلاء يتقاضى بدلا عنه مقداره جنيه واحد فسيتأكد أن هناك كارثة فى منظومة مرتبات موظفى الدولة، وكارثة أكبر فى طريقة توزيع الدخل العام، وهذا حديث يتسع الكلام عنه فى مجال آخر.. ومع حتمية تصحيح الأوضاع الخاطئة الناتجة من تشوهات المرتبات فى مصر، والتى تعطى موظفا جنيها واحدا كبدل، فى الوقت الذى يتقاضى فيه آخرون عشرات الآلاف من الجنيهات، لابد من التفات وزير المالية ورئيس الوزراء لهذه الشكوى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة