اعتداء الشاب الأهوج على فضيلة المفتى د. على جمعة فى مسجد الرحمة ببورسعيد يخالف أخلاق الإسلام ويعد اعتداءً صارخاً على حرمة المسجد وعلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وينبغى لنا أن نميز بين الثورة والفوضى والرأى والإهانة والتجريح. وكان يمكن لهذا الشاب، إن لم تعجبه إمامة د.على جمعة للصلاة، أن يصلى فى أى مسجد آخر ولا يجعل المسجد مكاناً للهجوم على عالم وفقيه له مكانته ووزنه حتى لو اختلفنا معه فى الفرعيات، فالاختلاف لا يكون إلا فى سياق من الأدب الراقى والعلم الدقيق.
يلوم البعض د.على جمعة للجوئه للقضاء للفصل بينه وبين الذين يشتمونه ويسبونه عبر القنوات الفضائية التى تبث للملايين ويدعونه للصفح والتسامح، وهؤلاء عليهم أن يلوموا أنفسهم ويلوموا الذين يشتمون الرجل صباح مساء بأساليب لا تليق بالعلماء والدعاة ولا تنتسب لأخلاق الإسلام ولا لنهج النبى صلى الله عليه وسلم الذى عاش حياته كلها قبل الرسالة وبعدها، ولم ينطق بكلمة فحش قط ولم يكن فاحشاً أو متفحشاً كما ورد عنه فى كتب الصحاح .
وماذا يفعل أمثال د.على جمعة وكثير من الفضلاء والعلماء أمام حالة السيولة والميوعة والتهتك الأخلاقى الذى أصاب قطاعاً عريضاً من الناس بحيث أصبح التجريح وإهانة الرموز عبر القنوات الفضائية والصحف سلوكاً يومياً عادياً. أما احتجاز رئيس «المصرية للاتصالات» ليوم كامل تقريباً فى غرفة دون أن يقدم له حاجزوه طعاماً ولا شراباً أو ييسروا له مكاناً آدمياً لقضاء حاجته طوال هذه الفترة يعد كارثة أخلاقية كبيرة لم تحدث مع بعض المعتقلين فى أوقات تحسن المعتقلات وهو جريمة قانونية بكل المقاييس وتدن فى القيم الإنسانية. وهذه الظاهرة إن لم تقاوم بحزم وقوة من الدولة فسيتم تخريب كل المنشآت الحساسة معنوياً ومادياً وخاصة أن بعض الموظفين الذين قاموا بذلك فصلوا من الخدمة منذ عشر سنوات وبعضهم استعان ببلطجية من خارج المؤسسة.
والغريب فى الأمر أن الشرطة لم تقم بأى رد فعل قوى للإفراج عن هذا المسكين ومعاقبة حاجزيه.
وقد آلمنى ما قاله رئيس الهيئة المحتجز. محمد عبدالرحيم للأخبار: إن هذا الموقف جعلنى أعيد النظر فى الحياة بشكل عام وليس فى هؤلاء الذين يهددوننى بالقتل وهم يحملون الأسلحة البيضاء. يبدو أنه ينبغى لجميع العقلاء والحكماء أن يعيدوا نظرتهم للحياة بعد تكرار مثل هذه المواقف.
وهل هناك مطالب عادلة أو غير عادلة تحصل بهذه الدرجة من الانحطاط الأخلاقى والشرعى؟!
وماذا سيبقى لمصر إذا تم تجريح كل علمائها ورجالاتها وكبرائها؟! وما نتيجة تحطيم كل رموزنا الوطنية.. لتبقى مصر بلا رجل فاضل أو أمين أو وطنى أو نظيف؟.
ناجح إبراهيم
إهانة المفتى وحجز رئيس الاتصالات .. وحالة السيولة الأخلاقية
الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011 03:25 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة