كلما زادت تفاصيل المرحلة الانتقالية تعقيدًا، وكلما زادت مساحات الضباب التى تعدم رؤية المستقبل، كلما ساهم ذلك فى إعادة توجيه الأنظار للمجلس العسكرى والمشير طنطاوى بصفته المدير الفعلى لشؤون البلاد، وتنفتح خزائن الأسئلة.. هل يمكن أن تغريه السلطة بالبقاء؟ وهل فعلاً ساند ثورة الشعب عن اقتناع أم مرغم؟، وهل يريد أن يتدخل من خلف الكواليس لاختيار رئيس تابع للمجلس العسكرى والقوات المسلحة؟
التصريحات وحدها ليست أمرا كافيًا للحصول على صورة متكاملة للمشير طنطاوى، على الأقل بالنسبة للمصريين الذين لسعتهم نار التصريحات الوردية طوال 30 سنة مضت، ثم إن النظرة إلى المشير أوالمجلس العسكرى من هذا الإطار الضيق، إطار تصريحاته لا تبدو كافية لمعرفة المشير ولا كيف يفكر، لأنه يتحرك فى إطار منظومة كاملة ربما لا تكون مؤسسية ولكن أركانها واضحة، بمعنى أن النظر إلى وضع البلاد والحصول على ورقة تحليل لوضعها الحالى يستدعى أن ننظر للدائرة ككل، الدائرة التى يقف المشير حاكم البلاد الآن بشكل مؤقت فى منتصفها، هذه الدائرة التى تدور حوله وتساهم فى تشكيل قراراته وخطواته وتحركاته، والتى قد تهيئ وتزين له البقاء، أو تعينه على الانتهاء من مهمته سريعا وتسليم السلطة لأصحابها المنتخبين بشكل شرعى.
اقترب أكثر وأكثر ستجد فى الدائرة مكانا لرجال المجلس العسكرى الذين يشاركون المشير إدارة شؤون هذه البلاد حاليا، ومكان آخر لرجال الإعلام، ومكان ثالث لرجال السياسة سواء كانوا من قيادات الأحزاب أو من الوزراء، أو من هؤلاء الذين استقدمهم المجلس العسكرى لوضع التعديلات الدستورية فيما عرفوا إعلاميا بالمجموعة الدستورية.
فى الدائرة الأقرب والأهم، يوجد رجال المجلس العسكرى، هم الأقرب من المشير عسكريا وعمليا، وربما شخصيا، ويمكن أن تقسمهم إلى نوعين، الأول الفريق سامى عنان، رئيس الأركان، وهو الرجل الذى يضيف إلى المشير ولا يأخذ منه، ويشكل مصدر ثقة ما للناس فى المجلس العسكرى بسبب التدخلات الحاسمة التى يقوم بها الرجل فى بعض الأوقات الصعبة مثل الاجتماعات الحاسمة التى يحضرها عنان مع رؤساء وقيادات الأحزاب تختلف فى طبيعتها وفى نتائجها عن باقى الاجتماعات التى يعقدها أعضاء المجلس العسكرى، تأتى حاسمة وهامة ودائما ما تصب فى مصلحة المجلس العسكرى وخططه.
القسم الثانى تقوده تصرفات وتصريحات وعصبية اللواء الروينى وكاطو، وإن كنت تسأل كيف أثرت عصبية اللواءات وعدم قدرتهم على مخاطبة الجماهير أو انفعالهم المتكرر على صورة المشير طنطاوى وخطواته، لك أن تتخيل أن تلك الصورة العصبية وعدم القدرة على ضبط النفس أصبحت هى الصورة النمطية عن المجلس، وإن أضفتها إلى ما تتضمنه الصورة الذهنية للمصريين عن رعونة العسكر وعدم قدرتهم على العمل بالسياسة ستصل إلى ناتج يقول بأن المشير والمجلس كله خسر كثيرا من ثقة القوى السياسية والناس بسبب هذا النوع من التصريحات.
وبالمرور السريع على باقى الدوائر القريبة من المشير والمجلس العسكرى ستجد أسماء مثل أسامة هيكل الرجل الذى تأهل لكرسى الوزارة بعد سنوات خدمة كمحرر عسكرى، وسوف تجد صبحى صالح ذلك المحامى الذى وجد نفسه فجأة عضوا فى لجنة تعديلات الدستور وهاأنت ترى النتيجة بعينيك، وبجوار هؤلاء يوجد أيضا كوكتيل سياسى آخر مثل وليد دعبس والبدوى والسعيد كامل وموسى مصطفى موسى يمكنك من التركيز مع كل اسم أن تفهم سر الارتباك الحاصل فى البلد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
م/محمود عرفه المهدي ناصف
انت حاطط المجلس العسكري على قلبك وزاعق ليه
عدد الردود 0
بواسطة:
fawzy
قلب الحقائق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العال محمد
أتكلم فى اللى تفهم فيه
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
مصر مدنيه رغم انف الجميع - اما متى فهذا يتوقف على وعى الشعب ومدى ادراكه لطرق الخداع
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
اتلتالر
ماذا تعرف عن المشير و المجلس العسكرى من تاريخهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري حر
أصبت الهدف
عدد الردود 0
بواسطة:
adel
شكلك مش لاقى حاجه تكتبها
ياعم بلاش إتهامات وعناوين مستفزه وخلاص
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف
ارحمونا وانظروا للمستقبل
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم م ج
شكراً للتوضيح
عدد الردود 0
بواسطة:
من اسكندرية.
كلما زاد هجومك وتشكيكك فى المشير والمجلس..كلما زاد تأييدنا واحترامنا لهم..(علاقة عكسية)