«إذا كان كريم عبدالسلام الذى أعرفه جيدا من 5 سنوات يكتب ذلك، فعلى مصر السلام» هكذا كتب « جورج» معلقا على مقالى «كهنة شمشون»، الذى أدين فيه التحريض والتطرف من قبل بعض الكهنة الأقباط باعتباره أحد الأسباب التى أدت إلى كارثة ماسبيرو.
آلمنى جدا تعليق «جورج» الذى قال إنه يعرفنى واجتهدت لأتذكر ملامحه من بين أصدقائى هل هو جورج رياض المهاجر لأمريكا أم جورج مجدى الفنان الرقيق، أم جورج مترى المهندس المثقف؟ وبقدر ألمى من التعليق كانت لدىّ رغبة فى مناقشة ما يحمله هذا التعليق من إدانة ولوم..
يا صديقى جورج، أعرف أن الدم فى مقدمة المشهد، الدم على شاشات التليفزيون وعلى أوراق الكتابة.. الدم فى عيوننا التى نرى بها وداخل عقولنا التى نفكر بها، وعندما تحاصرنا الدماء يكون من الصعب أن نفكر أو حتى نقبل المناقشة.. وأعرف أن الكثيرين يتصرفون وفق قانون إما أن تصرخ معى وتواسينى فى محنتى، وإما أن تسكت نهائيا، وأى موقف عقلانى منك يختلف معى تصبح مباشرة من معسكر الأعداء، لكنى أختار التصنيف الزائف فى معسكر الأعداء مؤقتا وأصر أن نتكلم بصراحة وعقلانية.
يا صديقى جورج، هناك ظلم تاريخى واقع على الأقباط فى مصر، ولا أحد يرى فى نفسه الوطنية والسواء النفسى والأخلاقى يقبل باستمرار هذا الوضع، فالأمل الآن فى دولة المواطنة التى تستوعب كل المصريين على قاعدة المساواة فى الحقوق والواجبات.
ياصديقى جورج، علينا أن نفكر جيدا فى المصلحة الوطنية خلال هذه المرحلة الانتقالية التى نمر بها، لو تأملت المشهد يوم 9 أكتوبر، ستجد أن السلطة الوحيدة القائمة التى يمثلها المجلس العسكرى قد تحولت من حافظ للسلام الاجتماعى والأمن الداخلى والخارجى إلى طرف فى معادلة الدم مع طائفة مهمة من طوائف المجتمع، وهذا وضع خطير جدا لا نتحمله فى هذه المرحلة، وما كتبته وما أكتبه عن قناعة تامة أن محاسبة كل المتورطين فى هذه الكارثة أمر لا يجب التفاوض بشأنه، من أجل تحييد الجيش بعيدا عن هذه المعادلة المغرضة.
يا صديقى جورج، لا أحد يقبل على الإطلاق بأن تراق الدماء المصرية أو أن يداس المتظاهرون بالسيارات المدرعة، وكذلك لا أحد يقبل أن يحرق الجنود فى عرباتهم أو فى مواقع خدماتهم، وهناك كلام عن تورط عناصر محرضة من الفلول أو من النظام السابق أو من تيارات سياسية لها مصلحة فى جرنا إلى الفوضى، لكن لا أحد يريد الكشف عن معلومات عنهم لإجلاء هذا الغموض.
يا صديقى جورج لنصل جميعا من أجل هذا البلد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة