محمد الدسوقى رشدى

إحنا آسفين يامخابرات

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011 08:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الجاسوس الحق هو من يتجسس على البلاد.. ثم يهدأ لالتقاط الصور». هذه واحدة من عبارات كثيرة استخدمها الشباب للسخرية من قصة القبض على الضابط الإسرائيلى إيلان جرابيل، الذى تم تعريفه إعلاميا بجاسوس ميدان التحرير، وهى نفسها العبارات والنكت التى نقلها عدد من المذيعين للسخرية من الجاسوس، ومن المخابرات المصرية، وعلى رأسهم ريم ماجد على سبيل المثال، بل واستخدمها بعضهم للإشارة بدون استحياء إلى أن قصة جاسوس ميدان التحرير مفبركة، أو عملية مخابراتية تافهة لا تستدعى الإعلان عنها.

هكذا فعل الكتاب والإعلاميون، وهكذا سار على دربهم شباب الائتلافات والقوى الثورية، منتقدين جهاز المخابرات المصرى، ومعتبرين أن الإعلان عن قصة الجاسوس إيلان جرابيل، كانت جزءا من مؤامرة المخابرات على الثورة المصرية، وكعادة تلك الأيام الأولى من ثورة 25 يناير، والتى كان يظهر فيها شباب الائتلافات للإفتاء فى السياسة والدين والاقتصاد، قرر بعضهم أن يتصدر للإفتاء المخابراتى، وبدأوا فى تقديم تحليلات استخباراتية حول الكيفية التى اخترعت بها المخابرات المصرية قصة الجاسوس الإسرائيلى من أجل تشويه الثورة المصرية، وإظهارها وكأنها فتحت بطن البلد لأجهزة المخابرات العالمية، أو أنها تدار وفقا لأجندات هذه الأجهزة؟، وكيف أن هذا الجاسوس تافه، ولا يستحق هذه الضجة التى افتعلها جهاز المخابرات المصرى!.

دعك من فكرة الإفتاء هذه، لأن العديد من شباب الائتلافات مازال مقتنعا بأنه يفهم فى كل شئ، وهو لا يعى أن هذه الإفتاءات الكثيرة فى كل شىء بدون علم، هى سبب انقلاب الشارع على شباب الثورة والثورة نفسها، وركز فى الموقف الذى تغير تماما الآن بعد أن بدأت مفاوضات ساخنة بين مصر من جانب، وإسرائيل والولايات المتحدة من جانب آخر حول عقد صفقة ما للإفراج عن الجاسوس إيلان جرابيل، بل وتحرك وزير الدفاع الأمريكى بنفسه من مكانه، وزار القاهرة للتفاوض حول هذا الأمر، وأعلنت بعض المؤسسات الأمريكية أن الصفقة قد تشمل مد مصر بأسلحة متطورة مقابل الإفراج عن إيلان، ليكتشف الإعلاميون وشباب الثورة فجأة أن الجاسوس الذين طالما سخروا منه، وأكدوا على تفاهته، بل واتهموا المخابرات بفبركة القضية لم يكن تافها ولا مفبركا، بل صيد ثمين للدرجة التى دفعت أمريكا للتدخل، ودفعت تل أبيب للإعلان عن استعدادها لمبادلته بحوالى 80 أسيرا مصريا فى سجونها.

الوضع الآن يمثل سقوطا جديدا للإعلاميين الذين سعوا لإظهار ثوريتهم، ونيل رضا شباب الفيس بوك، وسقطة أخطر لشباب الائتلافات، سواء الشباب أو الإعلاميون الخائفون من جروبات الفيس بوك، فلم يعد أمامهم سوى تقديم اعتذار علنى مرفق بكثير من الشكر والتقدير لجهاز المخابرات المصرى، بالإضافة إلى اعتذار آخر للشعب المصرى عن محاولات تضليله، والإفتاء عن جهل فى قضايا وأمور تثبت التجارب والأيام، أنهم لا يستطيعون التفرقة بين ألفها وكوز الدرة سواء كان مشويا أو تم تحويله إلى فيشار.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة