عشرات الحكايات سمعتها خلال الأيام الماضية عن عصابات خطف المصريين وتثبيتهم لسرقة سياراتهم أو خطف حقائب سيدات وفتيات فى الطريق العام، شبه إجماع بين كل المتحدثين أن مصر صارت أفظع من شيكاغو قديماً، شيكاغو الآن من أكثر دول العالم أمناً بالمناسبة، الخطير والمثير فى الحكايات أن الناس لم تعد تلجأ للشرطة بل تحاول تصريف نفسها بنفسها وما أكثر المتطوعين، والأكادة أنهم يحددون لك بالاسم عناوين أفراد العصابة، واحد فى بهتيم وآخر فى أوسيم وثالث فى إمبابة ورابع فى كرداسة.. إلخ إلخ، والسيارات المسروقة يتم تقطيعها فى قليوب أو السلام أو فى طريق الواحات، أو يتم تشوينها فى كونترات كبيرة لتصل للسلوم ثم الصحراء الغربية وأخرى عبر سيناء إلى غزة، ما هذا العبث وكيف أصبح الشارع المصرى ملكاً خالصاً لقطاعى الطرق والمسجلين خطرا؟. أحدهم طلب منى بعد حادث خطف سيارة ابنتى وترويعها فى الشارع الثانية عشرة ظهراً أن أذهب معه لمقابلة زعيم إحدى عصابات السيارات وسيقوم بإرجاع السيارة فوراً لأنه «مسيطر»، وقلت لنفسى أهى مغامرة صحفية تعيدنى لأيام المغامرات وبعد أن حدد موعداً تراجع قبل الموعد بدقائق لأنه شك أننى سأتصل بالشرطة المهم أننى اكتشفت من كثره الحكايات المرمية فى حجرى أن هناك عصابات أخرى غير عصابات الخطف والسرقة والنهب وطلب الفدية، هناك عصابات وسيطة. نعم هو بيزنس الجريمة فى مصر الآن. هناك من يتوسط ليأتى لك بالمسروق مقابل نسبة من ثمنه أو يتوسط لتخليص طفلك أو زوجتك المخطوفة ويأخذ مبلغاً آخر غير الذى تطلبه العصابة، صديقة فى موقع مسؤولية كبير بشركة خاصة قالت لى إن هناك عصابة أوقفت سيارة على الطريق الدائرى بها أسرة كاملة أب وزوجه وبناته الأربع وأنزلوا الرجل وأطلقوا على قدمه رصاصاً فسقط وخطفوا سيارته بزوجته وبناته وانتقل الرجل للمستشفى بين الحياة والموت وبعد أن أفاق اتصلوا به يطلبون مليون جنيه، والرجل ليس معه مليم منه، قال لهم فى الهاتف خذوا بيتى وأرجعوا لى زوجتى وبناتى، وفوجئ بآخرين يتوسطون بين الرجل والعصابة عينى عينك وخفضوا المبلغ لربع مليون واستدان الرجل من كل خلق الله لتعود له أسرته. يا سيادة اللواء منصور العيسوى، لماذا لا تواجهنا بالحقيقة المرة؟ أننا الآن شعب بلا شرطة وأن الأيام القادمة مع الانتخابات ستكون أياماً سوداء علينا، إن من أغرب الحجج التى سمعتها من ضابط شرطة قريبى أنهم يخافون من جمعيات حقوق الإنسان التى تطاردهم فى المحاكم عندما يستعملون القسوة فى التحقيق مع المجرمين. وهذه فرية عظيمة وادعاء مريب إذ كيف يتساوى التحقيق مع المواطن العادى الذى دخل القسم فى جريمة صدام سيارة مثلا مع بلطجى ومسجل خطر يسرق المواطنين بالإكراه، الشرطة كانت تعامل أى مواطن يدخل إليها على أنه مجرم إلى أن يثبت العكس وكتبنا كثيراً فى هذا، أرجوكم بلاش هذه الحجج وتعاملوا مع المواطن المكلوم والمروع من إرهاب العصابات المسلحة على أنه واحد من أهلك، هل ترضى أن يخطف مجرم سيارة أو حقيبة ابنتك أو زوجتك وتسكت؟ ضع نفسك مكان أى ضحية، إن كل ما أخشاه فى ظل تقاعس الشرطة أن يتحول الشارع إلى مرتع للعصابات والمجرمين وأن يفقد الشعب الثقة نهائياً فى الشرطة فنتحول إلى لبنان فى السبعينيات أو العراق الآن، ويبحث كل منا عن سلاح ليحمى أسرته، وساعتها لن تقوم لنا قائمة لعشرات السنوات مستقبلاً وسيدخل البرلمان من يحميهم البلطجية والمسجلون خطر فى ظل هذا الوضع الأمنى المتردى.. هل نلحق مصر قبل فوات الأوان؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة