جاءت الرياح بما لا تشتهى سفن النظام السابق، ورضخ ساقطا أمام مطالب ٢٥ يناير التى لم تكتمل مطالبها إلى الآن، سقط النظام السابق من أجل إصلاح الوطن ومن أجل الحفاظ على استقلاله وعدم التدخل الأجنبى وعدم انهيار اقتصاده وعدم زعزعة أمنه الداخلى وعدم سيادة الفوضى، سقط النظام مثلما تبتر ساق المريض للحفاظ على حياته، سقط النظام وكأنه كان بمثابة غطاء قوى أسفله دهاليز لم تكن فى الخاطر، سقط النظام من أجل مستقبل أفضل للوطن ومن أجل كرامة وحياة كريمة للمواطن البسيط، سقط النظام من أجل القضاء على الفساد بشتى أنواعه، سقط النظام من أجل عدم التوريث، سقط النظام للقضاء على حالة الغلاء التى عانى منها المواطن، سقط النظام لإنصاف المظاليم وإعطائهم حقوقهم المنهوبة لسنوات، سقط النظام للارتقاء بالمنظومة التعليمية، سقط النظام لإرساء مبادئ الديمقراطية وإلغاء ديكتاتورية الفرد الواحد، سقط النظام لوقف تصدير الغاز إلى إسرائيل وفتح معبر رفح، سقط النظام للقضاء على فكرة سيدة مصر الأولى، سقط النظام من أجل حل مشكلة المرور وإعادة رصف الطرق والارتقاء بمستوى وسائل النقل، سقط النظام للارتقاء بمستوى الفنون كافة، بعدما شهدت انهيارا شديدا فى السنوات الماضية، سقط النظام بإقصاء دور المؤسسة العسكرية وقصرها على مهمة الدفاع عن الوطن وحدوده، سقط النظام ليصبح ماسبيرو صوت الشعب لا صوت النظام، سقط النظام لتحقيق الوحدة الوطنية بمفهومها الحقيقى والصحيح، سقط النظام لإعادة بناء العشوائيات والمجتمعات العمرانية الجديدة، سقط النظام لإعادة توزيع الثروات على الشعب وإعادة أموال مصر المنهوبة، سقط النظام لتحقيق روح الإسلام وقواعده التى غابت لفترة طويلة، سقط النظام لإصلاح الصحافة ونشر الثقافة، سقط النظام من أجل المساواة والوحدة!!
من أجل كل ما سبق وأكثر سقط النظام، ويأتى السؤال كم منه تحقق؟! الإجابة من وجهة نظرى المتواضعة: «صفر»، نعم صفر لسبب بسيط يكمن فى تعدد الأفكار والمصالح التى بدأت تتعارض، ولكثرة الأحزاب والحركات السياسية، ولاعتقاد البعض أن السباب فى القوات المسلحة دليل على القوة، ولتقسيم الشعب إلى ثوار وفلول!! وللجلوس أمام الشاشات للتشفى من رموز النظام السابق، وللتفرغ والتبارى فى الظهور على شاشات الفضائيات التى أصبح مذيعوها من رموز الثورة «فقط لأنهم كانوا بالميدان!» وبعض المتحولين الذين يريدون أن يحسبوا على الثورة!!
إنه التشتت الذى حتما سيؤدى بنا جميعا إلى كارثة كبرى فى القريب العاجل ووقتها فقط سنترحم على أيام مرت ولن تعود، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك..
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة