لا أعتقد أن واضعى السياسة الإعلامية للتلفزيون المصرى قد تعلموا شيئا من درس التغطية الكارثية لأحداث ماسبيرو، فالكارثة لم تكن فقط فى التغطية المنحازة والعدائية ضد الأقباط، ولكن فى إحياء واعتماد النهج الذى كان سائدا إبان عهد مبارك، من محاولة التزلف إلى رأس الحكم أيا كان والعمل على إرضائها، مع الضيق بالنقد إلى حد العناد وتجاهل النصح، وكأن التلفزيون المصرى ملكا لسيادة الوزير، وتكون النتيجة إعلاما فقيرا مرتبكا موجها لشخص واحد، ولا يبحث إلا عن رضا وقبول الواحد الذى يتوجه إليه.
الوقائع التى تلت كارثة التغطية، جعلتها مثل النقطة السوداء التى تكبر كل يوم ولا تدعو إلا للتشاؤم، بعد أن فقدنا الأمل فى الإصلاح ولم نعد نسمع فيما يتعلق بالتلفزيون إلا القرارات العشوائية والإدانات المتتالية محليا ودوليا، وأتعجب الآن من تصريحات أسامة هيكل التى أطلقها بعد لقائه البابا شنودة حين وعد بتدارك الأخطاء المهنية قائلا: "لن أسمح أن يفرق التلفزيون المصرى بين مواطن وآخر". وقبلها بساعات أوقف برنامج " الحلم المصرى" بعد مداخلة لـ "أيمن نور" عن الأحداث، وتناول التلفزيون لها، وبعدها دخل فى مشادات على الهواء مباشرة مع عدد من الكتاب والناشطين لموقفهم المشابه، وكأن السيد الوزير لا يفعل شيئا إلا صد الهجمات والرد عليها مثل حارس مرمى مبتدئ يتسبب فى هزيمة فريقه.
أريد أن أعرف، كيف يتدارك وزير الإعلام الأخطاء المهنية، بعد رفضه توصيات تقرير اللجنة المستقلة لتقييم الأداء الإعلامى، واعتباره التقرير استشاريا وغير ملزم، بل واستباقه نتائج التقرير بإعلانه أكثر من مرة أنه لن يصدر عقوبات على المخطئين فى تغطية الأحداث.
وأريد أن أعرف كيف يستقبل السيد الوزير الإدانات الدولية المتتالية والتى تعتبر الأداء الإعلامى للتلفزيون جزءا لا يتجزأ من الاعتداء على الأقباط، وآخرها الإدانة الصريحة للشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان، والتى تجاوزت الإدانة إلى المطالبة بالتحقيق المستقل فى ما وصفته بـ " التقارير المضللة التى بثتها وسائل الإعلام المملوكة للدولة".
يا سيادة الوزير، أنت الوحيد فى مصر والعالم الذى يشعر بالرضا عن أداء التلفزيون الرسمى، وترى أن هناك تقدما قياسا على ما كان سائدا فى العهد البائد، لكن الحقيقة أنه لا يوجد تقدم ولا يحزنون، نفس الآليات، نفس المنهج فى الأداء، نفس البحث عن رضا مركز السلطة، بينما عليك التفكير فى اعتماد الاحترافية والكفاءة معيارا وحيدا، واستخدام أحدث التكنولوجيا فى التغطية والمتابعة وتكوين شبكة مراسلين قوية حول العالم، وقبل كل ذلك وبعده استقطاب الطاقات الإبداعية القادرة على التخطيط والإبداع فى مختلف القطاعات.
ياسيادة الوزير أنت مجرد عابر سبيل على هذا الجهاز ورحلتك قصيرة للغاية فلا تجعلها مجرد معركة مفتعلة، وحاول أن تترك بصمة، لو استطعت، فيما يتعلق بالتطوير المهنى بدل أن تخرج من هذه التجربة بصفتك " وزير أحداث ماسبيرو".
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
eng. youssef
ارحم نفسك شوية
نفسى ترحمنا من مقالاتك ال00000
عدد الردود 0
بواسطة:
منير زخاري مهنى
كالعادة دائما
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر
رسالة الى وزير الاعلام
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم محمد الضهيري
كانت ومازالت اسمها عزبة ماسبيرو
عدد الردود 0
بواسطة:
khaledaly
اللي ميعرفش يقول عدس
عدد الردود 0
بواسطة:
شوشو قيصر
5
و تقرير الطبيب الشرعي دا شغل جرافيك بردو
عدد الردود 0
بواسطة:
محسن
الى رقم 5
عدد الردود 0
بواسطة:
ا ي موسى
هل تعرف العدس يا رقم 5
عدد الردود 0
بواسطة:
جورج بولس المصرى
إلى صاحب التعليق رقم 5 و 7 كفاية ظلم