عادل السنهورى

لست مرتاحاً للشعارات

الأحد، 02 أكتوبر 2011 07:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لست مرتاحا ولا مطمئناً إلى الهتافات التى رددها المتظاهرون فى ميدان التحرير وعدد من ميادين مصر فى جمعة ما اتفق على تسميتها بمليونية استرداد الثورة ضد المجلس العسكرى، ولا إلى الشعارت التى رفعوها والتى طالبت برحيل المجلس والمشير، وتوجيه اتهامات بخيانة الثورة وعدم السعى إلى تحقيق أهدافها.

التصعيد ضد المجلس العسكرى والقوات المسلحة مخيف وليس له ما يبرره، مع تأكيدنا أن هناك مآخذ وانتقادات كثيرة للأداء السياسى للمجلس فى إدارة المرحلة الانتقالية، لكن المسألة لا تصل إلى حد التخوين والصدام، فكل ما هو مطلوب الآن من إلغاء حالة الطوارئ، وتعديل بعض قوانين ونظام الانتخابات، وتحديد جدول زمنى لتسليم الحكم إلى سلطة مدنية، يمكن الحوار بشأنه مع الشريك الأصيل فى الثورة، وليس الصدام معه فى هذه المرحلة الخطيرة فى تاريخ مصر.

فاللحظة التاريخية فى مشهد الثورة فرضت شراكة الجيش الذى انحاز من البداية إلى ثورة الشعب وحمايتها وضمان نجاحها اتساقا مع تقاليد عسكرية إنسانية راسخة لم تنحز فى يوم مع حاكم مستبد ضد الشعب فى مطالبه العادلة فى التغيير والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

إذن هناك شراكة لا يمكن فضها بشعارات الرحيل وبالاسترداد وبالتصادم، إنما بالمصارحة والانتقاد والحوار على أرضية الثقة، وليس على أرضية الشك والريبة والتخوين، ولو كانت هناك خيانة لحدثت منذ البداية.

فالثورة المصرية لم يحدث معها حتى اللحظة ما يجرى الآن من إجهاض للثورة اليمنية، وتآمر قوى إقليمية ودولية عليها وما آلت إليه الأمور الآن بعد عودة على عبد الله صالح من الرياض إلى صنعاء وانحياز غالبية الجيش معه. ولم يحدث مع الثورة المصرية مثلما يحدث فى سوريا والمجازر التى يرتكبها الجيش السورى ضد الشعب فى كل المدن والقرى السورية، والعالم يقف متفرجاً وصامتاً ومتواطئاً مع نظام الأسد الذى وقف يبشر العالم بأن الثورة السورية سيتم القضاء عليها خلال أسابيع قليلة.

الجيش الذى يقف مع شعبه فى ثورته العادلة منذ اللحظة الأولى لا يمكن اتهامه بالخيانة فى هذه اللحظات الحرجة والمخاطر التى تواجه البلاد،والرحيل لا بد أن يأتى بالحوار والتفاهم وليس بالصدام والتصعيد والدخول فى متاهة قد تطول، وفوضى قد يغرق فيها الوطن، ويغرق فيها الجميع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة