عادل السنهورى

المشير و«حرب الاستنزاف»

الخميس، 20 أكتوبر 2011 08:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا تعنى دعوة المشير محمد حسين طنطاوى جميع أفراد الجيش الآن وفى هذه المرحلة الحرجة فى تاريخ مصر إلى الاطلاع على التوجيه 41 الذى وزعته القيادة العامة للقوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف فى أعقاب نكسة 67.

هل الرسالة موجهة فقط إلى أفراد القوات المسلحة أم هى رسالة عامة موجهة إلى الشعب كله فى مرحلة يشعر فيها كثير من الناس ببعض القلق والحيرة والإحباط من تقلبات مرحلة ما بعد الثورة؟ مثلما كانت عليه حالة أفراد القوات المسلحة والشعب بعد هزيمة يونيو مباشرة.
استدعاء المشير طنطاوى لحرب الاستنزاف والتوجيه رقم 41 فى هذا التوقيت الذى تتحمل فيه القوات المسلحة مسؤولية إدارة مصر بعد ثورة شعبية عظيمة لا يخلو من دلالات كثيرة، فالرجل بحكم تكوينه العسكرى وانتمائه لمؤسسة عسكرية منضبطة يعرف ما يقول ويدرك دلالة كل كلمة، فالتوجيه كان عبارة عن كتيب يشرح فيه مهام كل فرد من أفراد القوات أثناء خوض الحرب، وهو التوجيه الذى كان يهدف إلى التعبئة ورفع الحالة المعنوية للجنود لتحطيم أسطورة الجندى الإسرائيلى الأسطورى الذس لا يقهر، وأدى إلى انتصار أكتوبر 1973. التوجيه لم يعبئ الروح المعنوية ويجهز الجنود فقط للاستنزاف، وإنما ساهمت معارك هذه الحرب المظلومة فى رفع الحالة المعنوية للشعب المصرى بعد هزيمة نكراء، وحشده للوقوف خلف جيشه استعدادا للتحرير.

المشير طنطاوى أراد أولا أن يؤكد على عظمة حرب الاستنزاف الذى كان أحد القادة الذين شاركوا فيها واعتبارها «المفتاح السحرى» لنصر أكتوبر، وهو المشهود له دائما بمواقفه من حرب الاستنزاف وتصديه لكل من حاول تقزيمها أو الإقلال من دورها، بل واعتبار من يشكك فيها بأنه «خائن».

المعنى الآخر لاستدعاء التوجيه هو تحفيز القوات المسلحة على الاستمرار فى أداء دورها وتحمل مسؤوليتها التاريخية فى حماية الثورة والانتقال سلميا بالمجتمع إلى حكم ديمقراطى مدنى، وتسليم الحكم فى الأخير إلى سلطة مدنية، رغم كل ما يواجهه المجلس العسكرى والقوات المسلحة من حملات تشكيك فى طبيعة دورهما فى المرحلة الحالية.

الدلالة الأهم لاستدعاء المشير طنطاوى لتوجيه حرب الاستنزاف أن مصر فى مرحلة إعادة بناء وتنظيم، تحتاج عزيمة وإرادة صلبة، وإلى تضافر كل الجهود للعبور إلى مرحلة العمل والبناء الديمقراطى، وهو الحال ذاته الذى استدعى من القيادة بعد 67 إصدار التوجيه رقم 41.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة