«عيّنَ الرئيس الأمريكى أوباما شاكيرا المطربة والراقصة الكولومبية الأصل، عضواً فى اللجنة الاستشارية له فى مجال التعليم» خبر بثته وكالات الأنباء والصحف العالمية ونقلته الصحافة المصرية، ربما تكون قد قرأت الخبر ومصمصت شفتيك وقلت «على آخر الزمن الراقصات بقوا مستشارين فى التعليم»، وربما أفضت فى أن أوباما سيستعين بالراقصة فى تعليم العيال قلة الأدب لأن مستشارته هى شاكيرا. عشرات من الأفكار والتعليقات الساخرة قد تتبادر فى ذهن أى قارئ مصرى أو عربى لهذا الخبر، لأننا غالباً لا ننظر للبشر خاصة المشاهير إلا من زاوية واحدة، ولأننا أيضاً لم نعتد أن نرى من نجومنا وفنانينا إلا ما يقدمون أمام الكاميرات، وقلما نجد لهم ما يقدمونه غير ذلك.
قال عنها جابريل ماركيز الأديب العالمى «موسيقا شاكيرا لها نغمة خاصة بها لا تشبهها نغمة ولا أحد يستطيع الرقص والغناء مثلها بهذا الإحساس البرىء الذى صنعته» ولكن دعونى أحكِ لكم عن الوجه الآخر لراقصة ومطربة. فشاكيرا بالمناسبة اسمها شاكيرا دون وليام مبارك «مجرد صدفة طبعاً» وهى من أب أمريكى لبنانى وأم كولومبية فى عام 1995 أنشأت مؤسسة الحفاة لتقديم خدمات للمؤسسات التعليمية فى بلدها كولومبيا وهاييتى وجنوب أفريقيا، وافتتحت كثيرا من المدارس، وقد تضامنت مع البنك الدولى من خلال مؤسستها لتحسين وإضافة مدارس فى أمريكا اللاتينية.
تم اختيارها عام 2003 سفيرة للنوايا الحسنة لصندوق الطفولة فى الأمم المتحدة. ولم تكتف الراقصة بذلك ولكنها استغلت شهرتها لتذهب إلى كبريات الجامعات الأمريكية كهارفارد وأكسفورد ومؤسسات صناعة القرار الأمريكية لتدعو إلى دعم تعليم الأطفال من أصل لاتينى الذين يعيشون فى أمريكا، بل أكدت أن مصلحة المجتمع الأمريكى تكمن فى تعليم هؤلاء الأطفال حتى لا تزيد الجريمة والفقر والمخدرات المرتبطة بأبناء هذه الجالية.
نعم شاكيرا راقصة ومطربة ربما تراها أنت أو غيرك رمزا للخلاعة على أقصى تقدير، وقد يرى فيها آخرون رمزا للأنوثة أو يحبون فنها أو قد لا يحبونه، المهم أننا على اختلافنا لن نرى فيها غير ما ذكرت.
لكن شاكيرا رأت فى نفسها ما هو أكثر من ذلك بكثير، فقد رأت أنها إنسانة لابد أن تمد يد العون لآخرين كأعظم ما يكون العون، أن تدفعهم للعلم، والرئيس الأمريكى رأى فيها يداً تعاونه ولم ير فيها جسداً يرقص له.
فمتى نستطيع أن نرى ونفعل أشياء أخرى غير هز الوسط؟!!