فوّت حكماء قرية «أبهيت الحجر» فى مركز «سنورس» بالفيوم الفرصة على اشتعال أزمة طائفية جديدة بين المسلمين والمسيحيين بالقرية بعد شائعات وأقاويل كالعادة عن قيام 3 من المسيحيين بالقرية بالشروع فى بناء كنيسة بدلا من منزل حصلوا على تصريح ببنائه.
كبار القرية من المسيحيين والمسلمين توجهوا إلى المنزل وتبين لهم أنه بناء لمنزل عادى ولا توجد نية لتحويله إلى كنيسة- حسب تقرير زميلتنا رباب الجالى فى الفيوم- وتم إخماد الفتنة فى مهدها قبل أن تشتعل مثلما حدث فى فتنة كنيسة الماريناب فى ادفو بأسوان، وسيطرت الحكمة ولغة العقل هذه المرة فى معالجة الأزمة الجديدة التى كان من الممكن أن تتطور بأصوات التطرف من الجانبين وتسقط فيها دماء أخرى مجانية.
أزمة «أبهيت الحجر» لم تشهد انفعالا بلا معنى أو تصرفات حمقاء وبغباء سياسى من المسؤولين التنفيذيين ورجال الدين فى محافظة الفيوم مثلما حدث فى أزمة الماريناب التى أشعلها محافظ أسوان بتصريحاته المستفزة.
إذا كنا نشيد بالعائلات وكبار العائلات ورجال الدين فى الجانبين فى معالجة أزمة «أبهيت» قبل أن تتحول إلى فتنة عاصفة جديدة، فإن الأزمات الطائفية لن تتوقف طالما يسيطر التلكؤ والتباطؤ والتردد فى حسم قوانين بناء دور العبادة أو صدور القوانين والتشريعات الخاصة ببناء الكنائس ويصبح القانون هو اللغة الوحيدة السائدة فى مسألة بناء الكنائس دون اللجوء إلى جلسات العرف التقليدية وتصدر بعض رجال الدين أو جماعات دينية معينة مشهد الأزمة.
الاجتماع الأخير بين الفريق سامى عنان، رئيس الأركان، ونائب رئيس المجلس العسكرى مع القيادات الكنسية كان مهما فى المصارحة والمكاشفة ورأب الصدع فى العلاقة بين المؤسسة العسكرية والكنيسة بعد أحداث ماسبيرو الدامية التى راح ضحيتها 27 من شباب الوطن، ويجب أن يؤسس على هذا الاجتماع والبدء الفورى فى إصدار اللوائح التنفيذية لقانون دور العبادة الموحد أو قانون بناء الكنائس للانتهاء من هذا الملف الذى استغرق أكثر من 40 عاما، وتحصين الجسد الاجتماعى ضد الخروقات الطائفية التى نتجت بسبب غياب القانون وتنفيذه دون تردد.
إنجاز قوانين بناء دور العبادة فى المرحلة الانتقالية الحالية ضرورى لاستعادة الدولة دورها الغائب فى أهم ملفاتها وهو الملف الدينى الذى لا يجب أن تتركه لطرف هنا أو طرف هناك.