سعيد الشحات

لا يا دكتور برادعى

السبت، 22 أكتوبر 2011 07:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد ساعات قليلة من حوار عضوى المجلس العسكرى اللواء محمد العصار، واللواء محمود حجازى مع برنامج «العاشرة مساء»، وقولهما إن هناك أيادى خفية وراء أحداث ماسبيرو، فاجأنا الدكتور محمد البرادعى أثناء زيارته إلى مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية أمس الأول بوصفه لهذا الرأى بأنه: «ضحك على عقول الناس»، وتساءل البرادعى: «كيف يخرج جيش ليحمى وهو لا يحمل ذخيرة، وأين كانت الشرطة؟».

وصف البرادعى غير موفق، ويبدو كأنه كمن يصب الزيت على النار، فى وقت يسعى الجميع إلى لم الجراح الناتجة عن هذه الكارثة، وبالرغم من أن الشعب المصرى بأكمله ينتظر تحقيقا متكاملا عما حدث، فإنه لا يجب الاستخفاف بما ذهب إليه اللواء محمود حجازى بقوله: «إن الحادث قامت به فئة باغية نحن وراءهم وسنتوصل لهم»، و«أن الجيش كان مستهدفا مثل الأقباط».

فى المشهد العام لما حدث أمام ماسبيرو، وفى كلام اللواءين، ما يشير بالفعل إلى أن هناك فئة باغية، قد تكون من فلول الحزب الوطنى، وقد تكون من رجال أعمال ممن لا يريدون خيرا لمصر، وقد تكون من بلطجية مأجورين من الطرفين، أو من غيرهما.

وكل هؤلاء يعلمون أن اللعب فى منطقة الفتنة الطائفية هو أكثر ما يعرض مصر للخطر، وبالتالى فمن المنطقى توصيفهم بـ«أيادٍ خفية»، خاصة أن ضحايا الكارثة لم تقف عند الأقباط وفقط، وإنما امتدت إلى جنود من الجيش، أى أن الأيدى الخفية كانت تستهدف الطرفين، من أجل تحقيق هدفين فى وقت واحد وهما، إحداث شرخ فى العلاقة بين الأقباط، والجيش كمؤسسة شاملة، وتوصيل رسالة إلى الخارج والداخل بأن الاستقرار الأمنى لم يعد موجودا بعد مبارك.

قال اللواء محمود حجازى أن التحقيقات تتم، وإذا ثبت أن الجيش أخطا فسيكون أول من يدين نفسه، وتلك مقدمة مهمة تستحق الإشادة والبناء عليها بمزيد من المطالب والضغوط بضرورة الإسراع فى الانتهاء من التحقيقات، وتقديم من تورطوا فيها إلى العدالة، أما إذا حدث تراخٍ قد يؤدى فى النهاية إلى عدم الوفاء بهذا العهد، وقتها فقط يستحق أن نتوقف أمام رأى اللواء حجازى بأن أيادى خفية وراء أحداث ماسبيرو، ونصفه بنفس وصف البرادعى: «ضحك على الدقون».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة