على درويش

أسرار وأنوار

الإثنين، 24 أكتوبر 2011 10:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الركن الثانى للإسلام هو الصلاة، وهى التوجه بكليتنا إلى الله العزيز القدير الملك القدوس.
والتوجه يكون بمنتهى الحب والإخلاص والخضوع والرضا بكل ما جاء به سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، ولا تصح الصلاة إلا بالنية وبالوضوء أو بالتيمم وبالطهارة وبتكبيرة الإحرام، ويغفر الله الكريم الرحمن الرحيم للمصلى ما ارتكبه من أخطاء بين الصلوات ويستجيب الله له إذا دعاه بقلب خالص وبحب.. «ادعون أستجب لكم»، وقال رب العزة لعباده: «أمن يجيب المضطر إذا دعاه»، ومن صلاة الجمعة إلى الجمعة التالية كفارة لما بينهما.
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «بنى السلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله وإقام الصلاة...» والإقام فى المعنى الشامل هو استمرارية الصلاة فى جميع الأوقات وبكل الصور والأشكال، ولهذا قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام: «الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين..» وبالتالى من هدمها بمعنى عدم القيام بها فقد هدم الدين، وقال سيدنا محمد عليه الصلاة وأزكى التسليم أن الفرق بين المسلم والكافر هو الصلاة.
لقد فرض الله البارئ المصور النور الهادى الصلاة على من قبلنا للتقرب إليه سبحانه وتعالى فقد قال: «يا مريم اقتنى لربك واسجدى واركعى مع الراكعين»، والركوع والسجود من أعمال الجوارح والقلب على السواء، فركوع وسجود الأبدان لا يحقق الغرض من الصلاة، فلابد أن يكون القلب ساجدا مع الجوارح فتتنزل الرحمة والسكينة على العبد المصلى، وينال رضا الله سبحانه وتعالى.
قال رحمة العالمين عليه الصلاة والسلام إن الله فى قِبلة المصلى.. ما أروع وأقدس أن يكون العزيز القدير فى قبلة العبد.. القلب المخلص يشعر بهذا وتنسال الدموع الحسية والمعنوية والباطنية معبرة عن فرحة القرب ويتنزل التجلى الإلهى من الرب إلى العبد الخاشع الذى أسلم وجهه لله سبحانه وتعالى، ولذلك قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «وجعلت قرة عينى فى الصلاة»، قالها لأنه يعلم ما فيها من أسرار وأنوار ومن سعادة وغبطة للوقوف بين يدى الله الرحمن الرحيم الرؤوف بعباده، ولهذا أيضاً كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول لسيدنا بلال رضى الله عنه: «أرحنا بها يا بلال».
من المفترض وأيضا من المسلمات أن الصلاة الحقيقية تنهى عن الفحشاء والمنكر، ومن لم تؤثر فيه الصلاة – بعد وقوفه بين يدى الله وتعرضه لأنواره – ولا يتجنب الفحشاء والمنكر بكل صوره فلا خير فيه ولا فى صلاته.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة