علا الشافعى

القذافى حياً وميتاً

الإثنين، 24 أكتوبر 2011 10:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقطات حية ومشاهد كثيرة للعقيد معمر القذافى لحظة إلقاء القبض عليه إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة.. لقطات تنافست وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة على الانفراد بها، سواء عن طريق النشر أو البث المباشر.. لقطات يرى البعض أنها أشفت غليل ضحايا القذافى وشعبه الذى عانى كثيرا من جنونه وشططه.. لقطات حققت أعلى نسب مشاهدة على المواقع الإلكترونية المختلفة والوسائط التكنولوجية، البعض يشاهد بدافع الفضول، والبعض الآخر بدافع التشفى والسعادة برؤية أكثر وأقدم زعماء العالم جنونا، وإثارة للجدل وما بين الاثنين تاه الإعلام وغابت المهنية، وتعامل الجميع على طريقة «القرد أبوسديرى»، أو المشهد الأثير فى فيلم الناصر صلاح الدين للعبقرى يوسف شاهين، عندما وضع ريتشارد قلب الأسد آرثر فى قفص بعد اكتشاف خيانته ليصبح فرجة للعالم، بنفس المنهج تعامل الإعلام العربى مع تلك اللحظة، ولن أتحدث هنا عن حرمة الموتى، ومبادئ الإسلام، وكيف كان يتصرف الرسول الكريم مع أعدائه، القذافى ارتكب الكثير من الجرائم، نعم فعلها، وأهدر ثروات بلاده، إرضاء لنفسه وجنونه، نعم.. لا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، ولا يستطيع أحد أن يلوم الليبيين على فرحتهم، إلا أن أخلاقيات المهنية الإعلامية ضاعت فى مقابل الحصول على السبق الصحفى فى مقتل القذافى، حيث إن كل القنوات الفضائيات والصحف حاولت أن تؤكد خبر قتل الزعيم الليبى معمر القذافى، إلا أن شدة التنافس وراء حدث كبير بهذا الشكل جعل الفضائيات تسلك مسلكا معيبا، غاب عنه الجانب الأخلاقى والمهنى، بحسب تأكيدات الكثيرين من خبراء الإعلام.
وكان على الإعلام أن يكتفى بصورة واحدة تؤكد خبر الوفاة بدلا من كليبيات القتل والسحل وصور جثة القذافى داخل المشرحة، وصوره الأخرى وهو يرتعد فى يد من قبضوا عليه، ولكن يبدو أن القذافى الذى عاش حياته وهو يملأ الدنيا صراخا ومشاهد نافست كبريات المسرحيات فى عبثها ومواقفها المضحكة، أبى الإعلام الفوضوى إلا أن ينقل موته بنفس الطريقة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة