الذين يرون الأضواء المبهرة فى السماء يرجعون ظهورها لعلامات يوم القيامة، قبل أن يفتشوا فى كراسات العلم، والمشايخ يبادرون بالتأكيد على أن الساعة قد اقتربت وأن القمر سينشق وأن غضب الله قد حل، حينما تخبرهم أن هناك زلزالا فى الدولة الفلانية أو بركانا فى المنطقة العلانية دون أن يفكر أحدهم فى الاستعانة بأهل الجيولوجيا وعلم طبقات الأرض.
من تلك الزاوية يمكنك أن ترى الأمر على أنه محاولة أخرى من بشر أعيتهم الأعباء والمشاكل لتحميل همومهم وأخطائهم على كتف شخصية اعتبارية لا تسألهم ولا تحاسبهم حينما يضعون فى أعناقها تلك الكوارث، ومن زاوية أخرى يمكننا أن نرى معا أن هؤلاء الذين طحنتهم الظروف، وأعياهم قلة العلم والوعى والمعرفة يتخلصون من يأسهم وبأسهم بالانتظار.. انتظار النهاية بدليل أنهم يحفظون علاماتها ومشغولون بتتبع مقدماتها أكثر من أى شىء آخر، فحينما تعرف أن البحث عن يوم القيامة وعلاماته الصغرى والكبرى على جوجل أكبر محرك بحثى علمى قد تجاوز عشرات الملايين وحينما تجد أن ملايين الصفحات والمواقع سواء كانت إسلامية أو غير ذلك تضع على رأس أولوياتها البحث فى شؤون علامات يوم القيامة وتتبع أطراف تلك العلامات فى بقاع العالم المختلفة، لابد أن تتوقف لتسأل نفسك ما سر هذا الاشتياق إلى النهاية؟
حينما تذهب إلى المساجد ولا تجد أحدهم يخطب أو يتحدث عن شىء آخر سوى العذاب والنار والجنة وعلامات الساعة، وتنظر إلى أرفف المكتبات الدينية وتجد وفرة وغلبة للكتب التى تدرس علامات القيامة وتتحدث عن أهوال ذلك اليوم، فلابد أن تتوقف لتسأل هل كل هذا اشتياق إلى النهاية أم أن اليأس هو الذى يخلق فكرة الهروب إلى كل ما هو غيبى ومجهول للبشر؟ أم أنه الخطاب الدينى الذى يعانى من حالة توهان وعدم قدرة على استيعاب هموم الناس ومشاكلها وأسئلتها؟
علامات القيامة الصغرى تدور حولنا، ارجع إلى كتب الفقه وستجد كلاما عن استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة وهو أمر يحدث فى مصر الآن ببجاحة منقطعة النظير ففى الوقت الذى يتفنن فيه رجال الأعمال فى بناء القصور وإقامة حفلات تتكلف الملايين يعيش الملايين من فقراء مصر فى فقر وجوع، وكلاما عن ضياع الأمانة وأبرز مظاهر تضييع الأمانة التى ذكرتها كتب الحديث هى إسناد أمور الناس إلى غير أهلها القادرين على تسييرها وهو أمر أصبح حدوثه فى مصر طبيعيا والدليل آلاف المسؤولين الكبار ومئات الشباب والوجوه التى صدرت نفسها للحديث باسم الثورة والمستقبل وهم لا يفعلون شيئا سوى الإفساد ونشر المزيد من العشوائية، ومن ضمن العلامات الصغرى أيضا قبض العلم وظهور الجهل، وكما تقول كتب الحديث يكون ذلك بقبض العلماء ونحن فى بلد لا يهان فيها أحد بقدر ما يهان العلماء.
انظر إلى ما يحدث على الساحة السياسية والإعلامية وراجع كذب وبهتان مقدمى البرامج وضيوفهم والتفنن فى تغيير المواقف وستدرك بنفسك أن القيامة قد قامت بالفعل، وأن أهوالها مقبلة حتى وإن تأخرت قليلا.. هل أدركت الآن أن الحديث عن يوم القيامة وعلاماتها ليس أمرا مرتبطا برؤية نور أبيض غريب فى السماء أو حيوان بثلاثة أرجل أو طفل وجهه على هيئة قطة؟؟ هل أدركت أن هذه العلامات الصغرى اختبارات إلهية لحساب مدى قدرتنا على المواجهة والإصلاح أكثر من كونها مجرد إشارات على يوم لا يعلم ساعته إلا ربى؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل الطحان
الاسلام دين العلم والمعرفة
عدد الردود 0
بواسطة:
السلفي المصري
رجعنا تاني يا محمد للكلام في الدين
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
كان من الاولى اعتبار الحرب العالمييه وقنبلة هيروشيما وتسونامى اليابان علامات القيامه
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
يوم القيامه من الغيبيات وعلمه عند الواحد الاحد ولا يجوز للمسلم استقدامه او تاخيره على هواه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
العمل ثم العمل حتى قيام الساعه - اذا قامت الساعه وفى يد احدكم فسيله فليغرسها
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
ومن الطبيعى ان ان نتخذ من يوم القيامه تجاوزا لوصف حدث جلل او كارثه مثل الحرب الاهليه
او ثورة الجياع والمحرومين
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
اذا لنعمل ليل نهار لانجاح ثورتنا وتبديد ضباب الظلم الذى يحيط بنا - الركون والسكون الد اعدا
مع جزيل شكرى وتقديرى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد أبو عمر
إلى التعليق رقم 1 أحييك
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب مصدر السلطات
ليكون هدف ثورتنا بالتحديد الديمقراطيه وحقوق الانسان - اما كامب ديفيد وغيرها فليس وقته
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد محمد
الى رقم 7 .. من يقول ان الشعب هو مصدر السلطات .... اقرء هذه الايات لتعرف من هو مصدر السلطا