كتبت فى هذا المكان عن انتخابات نقابة الصحفيين يوم 14 أكتوبر الماضى، وقبل إعلان التأجيل المفتعل، وقصة «الاعتذار الزائف»، وتمنيت أن يكون النقيب القادم للصحفيين المناضل النقابى النبيل والشريف يحيى قلاش الذى يمثل امتدادا لتيار الاستقلال النقابى الذى واجه بطش النظام السابق، وتيار التوريث، واستطاع أن يحافظ على استقلالية النقابة فى مواجهة محاولات تأميمها من قبل الحزب الوطنى المنحل، ورموزه فى المؤسسات الصحفية.
أتذكر اليوم يحيى قلاش والصحفيين الشرفاء فى مشهد انتخابات النقابة عام 2004 عندما خاضوا معركة شرسة مع الأستاذ جلال عارف للفوز بمنصب النقيب، رغم كل أساليب الترهيب والترغيب من الحكومة لدعم مرشحها صلاح منتصر، إلى الحد الذى شبه فيه البعض فوز الأستاذ جلال وتيار الاستقلال، ومنهم يحيى قلاش، وجمال فهمى، وأحمد النجار، وابراهيم منصور، ومحمد عبد القدوس، وياسر رزق- بما جرى فى انتخابات نادى ضباط القوات المسلحة قبل قيام ثورة 23 يوليو مباشرة، عندما فاز الضباط الأحرار بالانتخابات فى مواجهة رجال الملك فاروق.
أتذكر يحيى قلاش وكل الصحفيين الشرفاء فى معركة القانون المشبوه رقم 93 لسنة 95، والذين خاضوا واحدة من أشرف المعارك فى طريق الحرية، فلم تكن معركة فقط لإسقاط قانون يفرض قيودا على حرية الرأى والتعبير، إنما بداية لمعركة إرادة التغيير والإصلاح فى المجتمع بأكمله، المعركة التى تردد فيها ولأول مرة داخل حديقة المبنى القديم للنقابة هتاف «يسقط يسقط حسنى مبارك»، ويومها وصف الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل فى رسالته للجمعية العمومية للنقابة نظام حسنى مبارك فى منتصف التسعينيات بأنه «سلطة شاخت فى مقاعدها»
أتذكر يحيى قلاش فى كل هذه المواقف النضالية، وبعد ذلك فى معركة الصديق ضياء رشوان فى آخر انتخابات للنقابة قبل سقوط مبارك، ولذلك أتمناه نقيبا للصحفيين يوحّد الصف ولا يفرقه، يناضل من أجل حقوق الصحفيين، والحفاظ على كرامة المهنة وحريتها.
اليوم تشهد نقابة الصحفيين المصريين أول انتخابات لها بعد ثورة 25 يناير، وربما من المرات القليلة جدا، أو ربما تكون المرة الأولى التى لا يتنافس فيها مرشح حكومى على منصب النقيب، ومن حق الصحفيين أن يجعلوا هذا اليوم عيدا لحرية الوطن، فليس هناك خاسر اليوم، فالكل فائز فى أول انتخابات بعد ثورة يناير.