براء الخطيب

أيها الفلول: اقبضوا على علاء صادق

الجمعة، 28 أكتوبر 2011 04:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من أن كرة القدم مجرد لعبة من ضمن مجموعة كبيرة من الألعاب الرياضية، يمارسها خلق الله جميعًا، ليس للتسلية فحسب، لكنها أيضًا لصحة البدن والروح والأخلاق، فإنها أيضًا كانت لتحويل الصراعات السياسية والحروب العسكرية إلى منافسة رياضية ينتصر فيها طرف على خصمه بشرف وبدون قتل أو إسالة دماء، ويُهزم فيها طرف بشرف، إلا أن كرة القدم قد انتزعت لنفسها لقب «اللعبة الشعبية الأولى فى العالم، هذه اللعبة الساحرة التى تعطى البشر درسًا حقيقيّا فى «العمل الجماعى» لتحقيق «هدف» محدد يلتف حوله الجميع، ومن هنا تأتى أهمية النقد الرياضى والنقاد الذين يشتغلون بالنقد الكروى، والدكتور «علاء صادق» من أهم النقاد الرياضيين، والبحث فى الجذور والأسس المنتجة للمشاكل، وربما اكتشاف الحلول والمسارات البديلة، وقد كتب الناقد الرياضى اللامع الدكتور «علاء صادق» فى عموده اليومى فى صفحة الرياضة بجريدة «اليوم السابع» فى عددها الصادر فى يوم الخميس 20 أكتوبر 2011، والذى لا يجب أن يمر عليه أحد مرور «اللئام»، الذين لا يلتفتون لخطورة الأمر، بل يجب أن يمر عليه «الكرام» المعنيون بأمر هذا الوطن مرور المتفحص المدقق الذى يهتم بكل شؤون هذا الوطن الذى يشهد اليوم آلامًا شديدة للمخاض، وقد عاودتنى ذكرى عن لقاء مع الأديب العظيم «نجيب محفوظ» سنة 1969، ففى جلستنا مع «أبو الرواية العربية» حدث أن تواضع الأستاذ وسألنى: «وماذا تحب فى الحياة يا فلان قبل أن تكتب الرواية؟»، وشجعنى تواضع «الأستاذ» على أن أجيبه قائلاً: «لعب كرة القدم». فضحك «الأستاذ» ضحكته الرنانة، وقال: «أنا أيضًا أحب كرة القدم، ولعبتها كثيرًا فى شوارع العباسية». فقال الكاتب والمناضل الكبير «إبراهيم منصور»، موجهًا كلامه للأستاذ «نجيب»: الأستاذ كتب الرواية والسيناريو والمقال الصحفى، وكنت تحب لعب كرة القدم فهل فكرت فى كتابة النقد الكروى؟». فأطلق الأستاذ ضحكته المجلجلة الساحرة قائلا: «إنت عاوز تقطع عيشى ليه يا أستاذ إبراهيم، فجمهور الكرة وقراء نجيب المستكاوى سوف يمنعوننى من دخول الأهرام». وتحدث «الأستاذ» كثيرًا عن جمال وعذوبة ما يكتبه الأديب الساخر «نجيب المستكاوى»، وأنهى كلامه عن الأستاذ «المستكاوى» قائلاً: «ما يكتبه المستكاوى فى النقد الكروى أعتبره نوعًا حقيقيّا من الأدب الساخر الجميل»، وبالطبع فإن هذا يعكس الاحترام والتقدير للنقد الرياضى والنقاد الرياضيين المحترمين من كبار الكتاب، فلنعد إذن إلى ما كتبه «علاء صادق» فى مقاله المعنون بـ «الفاتحة على المجلس»، وكان يقصد مجلس إدارة النادى الأهلى، الذى رأى فى إدارته أنها «فاشلة» و«هزيلة» و«متخاذلة» و«ضعيفة»، كل هذا لا يستدعى منا أن نطلب من الجهات المعنية بالمحافظة على مكاسب «الفلول» القبض على علاء صادق، لكن السبب الذى برر به وصفه هذه الإدارة بهذه الصفات هو الذى يستحق أن يقبض عليه بسببه، ليس «الوصف» نفسه، بل «السبب» فى الوصف، فقد قال «علاء» بالحرف «... ولأن مجلس إدارة الأهلى غير قادر عمليّا على إيجاد إعلام محترم على الأقل فليستقدم حكامًا أجانب لحماية فريقه من الحكام الفاشلين والكارهين للفريق... المجلس الذى يترك الإعلام يهتك عرضه وعرض مدربه وعرض لاعبيه... المجلس الذى يترك الحكام الفاسدين يظلمون فريقه عينى عينك... ويترك اتحاد كرة القدم يتلاعب به». كيف يمر أحد من الجهات «الفلولية» المعنية بمثل هذا ولا يصيبه الفزع فيسرع بطلب القبض على علاء صادق؟ فالحكام الفاسدون واتحاد الكرة والإعلام يهتكون أعراض «اللاعبين والمدرب والإدارة»، فإذا كان علاء صادق مصيبًا فلتقبض الجهات «غير الفلولية» المعنية على كل من الإعلاميين الذين ينتهكون الأعراض، والحكام الفاسدين، واتحاد الكرة الذى يتلاعب بالأندية، أما إذا لم يكن صادقًا فاقبضوا على «علاء صادق» فورًا دفاعًا عن «شرف» كل الذين اتهمهم «علاء»، وإن كنت أشك فى أن أحدًا من «الفلوليين» الذين ذكرهم واتهمهم سوف ينبس ببنت شفة، كما أنه لن يجرؤ على مجرد الرد عليه، لا لأن علاء صادق مسنود من المجلس العسكرى الحاكم الآن، بل لأن كل الذين وصفهم جميعًا بهذه الأوصاف كانوا مسنودين من «علاء» آخر، هو «علاء» شقيق ولى عهد الذليل المخلوع، ويا أيها «الفلول»، أسرعوا بالقبض على «علاء صادق» حتى تنجوا بأنفسكم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة