هل تحررت ليبيا حقّا بعد مقتل العقيد معمر القذافى، أم أنها دخلت فى مرحلة جديدة تفرض عليها استحقاقات لحلف الناتو؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال فلنتذكر أن ليبيا كان فيها قاعدة عسكرية أمريكية كانت تعد الأكبر فى المنطقة، وهى قاعدة «هويلس»، وكانت تقدم دعمًا دائمًا لإسرائيل فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، وبلغ خطرها ذروته على مصر فى حرب 5 يونيه 1967، حيث أكدت الوثائق التى تم الكشف عنها حول هذه الحرب أنه تم نقل السلاح من هذه القاعدة إلى إسرائيل خلال الحرب ليتم الاعتداء بها على مصر، وتم جلاء القوات الأمريكية عنها فى يونيه 1970.
أما الإجابة عن السؤال فسأنقلها من ثلاثة تصريحات فقط، قيلت فى الأيام الماضية، تبشر بما سيكون عليه الحال فى ليبيا مستقبلاً، ومدى الخطر الذى سيترتب على مصر مما ستكون عليه فى «أغلب الأحوال» الجارة الغربية.
- عبدالجليل مصطفى، رئيس المجلس الانتقالى الليبى، يعلن فى افتتاح اجتماع مع القيادات العسكرية لحلف الناتو فى الدوحة: نحن نطمح إلى أن يستمر الناتو حتى نهاية العام على الأقل خدمة لنا، ولدول الجوار، ولدول الجنوب، ونسعى بمعاونة الناتو إلى تطوير المنظومة الدفاعية والأمنية الليبية».
- رئيس الأركان القطرى اللواء الركن حمد بن العطية يعلن أن تحالفًا دوليّا جديدًا منبثقًا من الحلف الأطلسى، وتقوده قطر، سيتابع العمليات فى ليبيا، خصوصًا فى مجال التدريب والتسليح وجمع السلاح بعد انتهاء مهمة حلف الأطلسى، وأضاف العطية أن التحالف الجديد سيتكون من 13 دولة على الأقل، بينها أمريكا وفرنسا وبريطانيا، تحت مسمى «لجنة الأصدقاء» لدعم ليبيا، التى سيكون عملها على أرض ليبيا.
- أكد الناطق الرسمى باسم تجمع «سرايا الثوار» فى ليبيا عبدالجواد اليدين، أن تسليم سلاح الثوار لا يمكن أن يتم حتى تعيين جهة معينة، وبمرسوم يحدد مهامها وواجباتها تجاه أمن ليبيا وشعبها، وأن السلاح الموجود فى أيدى المدنيين غير المنضوين تحت كتائب الثوار هو ما يهدد الأمن والاستقرار فى ليبيا، وقد يكون هذا الخبر ليست علاقته قريبة بمخططات الناتو، لكنه يبشر بأن الرغبة فى الاحتفاظ بالسلاح لدى الليبيين موجودة؛ لعدم الاطمئنان للمستقبل، وهو ما قد يترتب عليه حرب أهلية، ربما تقود إلى التقسيم الجغرافى أو القبلى، وهو ما يصب فى صالح مخططات الناتو، ويهدد أمن مصر القومى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة