لن أناشد المجلس العسكرى ولا حكومة «شرف!» ولا «الشرفاء!» من الشعب المصرى، ولا أصحاب «الضمير!» فى وسائل الإعلام، ولا منظمات المجتمع المدنى ولا «قضاة!» مصر ومحاميها، ولا أى طائفة أو فئة أو طبقة، فقط سأناشد الله أن يرفع عنا البلاء ويعيد إلينا ثورتنا الفاتنة، ويرحمنا من حكم العسكر ومحاكماتهم، اللهم عليك بالمحاكمات العسكرية، اللهم عليك بالمحاكمات العسكرية، اللهم عليك بالمحاكمات العسكرية.
يارب، فى سجون حاكمنا العسكرى أبرياء، أقسم بجلالك وعظمتك أنهم أبرياء، بعضهم يحاكم غدرا بتهمة البلطجة وهم من حملة الدكتوراه والشهادات العليا، ومن الطلاب الصغار المساكين، ومن البسطاء الفقراء الصادقين، ذنبهم أنهم صدّقوا الحلم ومشوا فى طريقه إلى آخره، فكانت يد البطش حاضرة، يارب الأرباب بلدنا صارت أقبح مما كانت عليه، ضابط يقتل شابا لأنه لم يفسح له الطريق، وشاب يموت من أثر التعذيب فى سجن طرة فيستخرجون العلة القديمة من أرشيف الاستبداد ويدعون أنه مات بهبوط حاد فى الدورة الدموية، ورب أسرة يؤخذ من عمله ويحكم عليه بسنتين دون أدنى دليل، وغيرهم آلاف وآلاف، لم أذكر أسماءهم يا إلهى لأنك أعلم بهم منى، ولأنك تعرفهم جيدا وتسمعهم كل يوم ينادونك ويستنصرونك، فلا تخذلهم بعدما أملوا، ولا تخيب مسعاهم بعدما أحسنوا الظن فى حكمتك.
يارب مجلسنا العسكرى أسد علينا وعلى الفلول بردا وسلاما، يا رب هم أشداء على الثوار ورحماء على أصحاب الأموال والنفوذ والجاه والصولجان، يارب ناموس عدلك يداس بالأحذية الميرى، وآلاف الشرفاء ينتظرون عدالتك الفاصلة، يارب «مصرك» الحبيبة تنتكس بعد صحوتها، وتبتأس بعد فرحتها، وتتألم بعد نشوتها، فارفع عنها ما ابتليته بها، فهى صابرة صامدة شامخة واعدة، وأنت رب المستضعفين وربها، فأكرمها من حيث لا نحتسب.
يارب، يارب، يارب، قلتها ثلاثا لعلك تسمعنى وتستجيب لى، وأنا أعرف أنك سبحانك سميع وعليم، قادر وجبار، رحيم ومقتدر، شديد وقوى ومتين، يا إله العالمين، يا روح عدل الأزمان والأكوان، يا رؤوف بالضعفاء والمساكين، يا حكم يا عدل، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، وهواننا على أهلنا، إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالى، يا إله الأكوان، إلى من تكلنا؟ إلى مجلس عسكرى يتجهم فى وجوهنا، أم إلى أحزاب خائنة عفنة ملكتها أمرنا؟ يارب لك العتبى حتى ترضى، وإليك الموئل والملاذ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة