كمال حبيب

مبروك لتونس.. عقبال مصر

السبت، 29 أكتوبر 2011 03:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فاز حزب حركة النهضة التونسية بأغلبية فى انتخابات المجلس الوطنى التأسيسى، وهو ما يعنى أن العالم العربى يتغير وأن الثورات العربية أتاحت للمواطن العربى أن يختار حكامه، كما أتاحت للتيارات الإسلامية التى كانت محظورة فى ظل النظم العلمانية الاستبدادية التى حكمت بلادها بعد الاستقلال أن تكون لأول مرة فى صدارة المشهد السياسى. يقول راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة بشكل واضح إنه ينتهج نهجا شبيها برئيس الوزراء التركى طيب أردوغان، وبعد ظهور المؤشرات التى تشير إلى أن الحركة ستكون لها أغلبية مقاعد المجلس التأسيسى قال الغنوشى أيضا: «النهضة ستنال نصيبها من روح التنازل والإيثار، لكن الحزب الحاصل على الأغلبية هو الذى سيشكل الحكومة». كما أشار إلى أن حزبه يريد تحالفا وطنيا واسعا لا يستثنى الأحزاب العلمانية، ويرشح الحزب لرئاسة الجمهورية أسماء لا تنتمى للحركة منها منصف المرزوقى اليسارى المعتدل والحليف الرئيسى للحركة وأحمد المستيرى المعارض التاريخى لبورقيبة ومصطفى جعفر زعيم التكتل من أجل العمل والحريات.

ويؤكد قادة حزب حركة النهضة أن هناك استمرارية بعد تولى الحزب للسلطة لأن النهضة جاءت من خلال الديمقراطية وليس الدبابات. وفى سبيل طمأنة العلمانيين والقطاع السياحى أشار قادة النهضة إلى أنهم لن يفرضوا قيودا على لباس المرأة، كما أنهم لن يفرضوا قيودا أيضا على قطاع السياحة، كما لن تفرض قيودا على القطاع المصرفى، وأوضح الفائزون الإسلاميون فى انتخابات تونس إلى أنهم يتبنون اقتصاد السوق، وسوف يحافظون على نظام العمل فى البورصة بما فى ذلك تسجيل شركات جديدة فيها.

إذن نحن أمام حركة تتبنى خطابا عصريا ينطلق من منظور إسلامى بشكل معتدل وعقلانى. وفى الواقع فإن هذا الخطاب هو الذى جعل المواطنين التونسيين فى مجتمع مسلم يتميز بالاعتدال يصوتون للحركة بينما لم تستطع الأحزاب الليبرالية والعلمانية التى تعاملت بشكل استفزازى مع هوية الشعب التونسى من ناحية، كما تعاملت بشكل تحريضى مشيطن للحركة من ناحية أخرى - أن تحقق أى نتائج إيجابية. نحن نقول مبروك لتونس التى تؤسس لنموذج عربى جديد للسلطة من قبل الإسلاميين ولبلدنا الحبيب مصر نقول عقبى لك، فمصر ينتظر العالم نموذجها فهى القوة الكبرى والمركزية فى العالم العربى ولا أدرى لماذا لم ننهج فى مصر المنهج التونسى بانتخاب مجلس وطنى تأسيسى هو الذى يضع الدستور ويحكم البلاد بشكل انتقالى ويضع التشريعات، ويكون ذلك المجلس الوطنى منتخبا ومدنيا فى نفس الوقت ثم يدعو ذلك المجلس إلى انتخابات جديدة وفق الدستور الذى سيضعه. كل القوى الوطنية المناضلة فى تونس لديها وعى عميق بأهمية التحول الديمقراطى الجارى فى بلادهم، وكلهم ملتزمون بنتائج الانتخابات، ورئيس البلاد المؤقت فؤاد المبزع يقول إنه سيسلم الرئاسة للرئيس الجديد والأحزاب التى هزمت فى الانتخابات تقول إنها ستعود إلى قواعدها لمراجعة خطاباتها وخططها، الكل يسلم بنتائج العملية الديمقراطية، إننا نريد لمصر أن تعبر مخاض الفترة الانتقالية بسلام كما يحدث فى تونس حتى يكون لدينا نموذج للانتقال السلمى للسلطة كما لديهم نموذج.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة