بادرنى أحد المعدين بقناة تليفزيونية، بسؤال حول أفلام العيد التى ستعرض بدءا من هذا الأسبوع، قائلا: أغلب الأفلام المعروضة ترفع شعار الضحك ومن بطولة كبار نجوم الكوميديا، فهل تتوقعين أن تحقق هذه الأفلام إيرادات كبيرة فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها مصر؟ قلت له مازحة: هذا السؤال يحتاج إلى إجابة من عالم نفس فى الأساس وليس من ناقد سينمائى، ولكن بعد أن فكرت قليلا قلت له: أهم شىء يجب التركيز عليه فى الفترة المقبلة ونأمل أن يتحقق هو أن تعرض هذه الأفلام، وأن تشهد السينمات إقبالا جماهيريا، لتستعيد صناعة السينما المصرية تألقها، بعد فترة من الركود والتراجع، لا يهم إذا كان الموسم القادم يرفع صناعه شعار الضحك للضحك أو أن المتنافسين هم مكى بفيلمه «سينما على بابا»، وحلمى بفيلمه «إكس لارج»، وشيكو وأحمد فهمى وماجد بفيلمهم «بنات العم»، وأعتقد أن حتى المعالجات الصحفية لا يجب أن تركز على منافسات النجوم وصراع الإيرادات، وغيرها من العناوين التى باتت تشبه «الراكورات» تخرج به علينا الصحف ووسائل الإعلام مع بداية كل موسم، المهم فى اعتقادى أن يكون هناك موسم بالأساس، وما يجعلنا نتفاءل قليلا هو أن أغلب النجوم وصناع السينما يقومون بتصوير أعمال سينمائية بعضها سيعرض فى موسم عيد الأضحى، والأخرى ستؤجل إلى موسم إجازة منتصف العام.
أعرف أن البعض قد يتعاطى مع ما أكتبه بنوع من الاستخفاف حيث سيرددون: «سينما إيه وأفلام إيه البلد ظروفها ملخبطة وإنتوا بتتكلموا فى إيه»، والآخرون سيصفون ذلك بالتفاهة، ولكن أقول لهؤلاء إن صناعة السينما من الصناعات الثقيلة، والسينما المصرية طوال عمرها كانت من أهم مصادر الدخل القومى بعد صناعة القطن، وهى صناعة يعمل فيها آلاف العمال فى الحدادة والنجارة والنقاشة والديكور وتصميم الأزياء، والتصوير.. وهذا ما أعنيه تماما أن عجلة الإنتاج عندما تدور، فذلك لا يعنى ملايين الجنيهات التى تذهب إلى جيوب الفنانين والنجوم، كما يعتقد البعض، بل الآلاف من البيوت التى تفتح للعمالة التى تعمل فى فنيات هذه الصناعة.
وأيضا الدور الثقافى الذى تقوم به السينما المصرية فى الخارج، وهو دور لا يجب أن نستهين به، كما أننا نحتاجه جدا فى هذه الظروف الراهنة، لذلك لا يعنينى كثيرا أن أفلام عيد الأضحى جميعها أفلام خفيفة لا تناسب ما يمر به البلد من ظروف، لأن دوران عجلة الإنتاج وعودة السينما المصرية يساوى ببساطة أنواعا وأنماطا متباينة من الأفلام، الخفيف منها والجيد والسيئ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة