38 عاما مرت على نصر أكتوبر المجيد، 38 عاما ولم نستطع حتى الآن أن نقدم فيلما سينمائيا واحدا يليق بهذا الحدث ومازالت قنوات التليفزيون المصرى تعرض «الرصاصة لاتزال فى جيبى» والعمر لحظة، وبدور، وحكايات الغريب وغيرها من أفلام أكتوبر التى شاهدناها مرارا وتكرارا، ومع كامل تقديرى لهذه الأعمال وصناعها، إلا أنها أعمال بسيطة ولا تليق بكل حال من الأحوال بحرب أكتوبر المليئة بقصص بطولات لا تعد ولا تحصى، بحسب ما قرأنا فى الصحافة المصرية ورأينا فى الأفلام التسجيلية الكثيرة والتى قدمها العديد من كبار مخرجينا التسجيليين وتقبع هناك فى مخزن المركز القومى للسينما، لا يبدى لها أحد اهتماما كافيا، ولا تعرف عنها الأجيال الجديدة شيئا؟ وتمنيت -وهناك فرق كبير دائما بين التمنى والواقع- أن تكون أحداث الثورة قد غيرت شيئا فى داخلنا وطريقة تفكيرنا وإدارتنا للأمور، ولكن للأسف يبدو أن هذا لم يحدث، فأكتوبر تحول بالنسبة للإعلام المصرى وحتى القنوات الفضائية الخاصة إلى مناسبة، مثل غيرها من المناسبات، نستسهل التعامل معها، وأعتقد أن الخريطة البرامجية للاحتفال بحرب أكتوبر من أسهل الخرائط ولا تأخذ وقتا مع المسؤولين فى ماسبيرو، بمعنى أن البرامج الحوارية تستضيف عددا من المحللين ليتحدثوا عن عظمة النصر، إضافة إلى عرض كل الأفلام التى أنتجت عن حرب أكتوبر، وتوزيعها على القنوات فى أوقات عرض مختلفة، إضافة إلى أهم الأغانى التى تحدثت عن أكتوبر، لا أعتقد أن هناك شيئا جديدا منذ أن وعيت لاحتفالات أكتوبر على مدار سنوات عمرى، والأهم طبعا الأوبريت الذى كان يتم عمله وعرضه أمام الرئيس السابق وقيادات الدولة، والذى تم تنفيذه هذا العام أيضا، وكنت أتوقع أن يملك أحد المسؤولين فى التليفزيون المصرى أو القنوات الخاصة قدرا من الخيال لاكتشاف الكنوز التسجيلية المصورة لكبار المبدعين مثل سعد نديم وعبدالقادر التلمسانى وفؤاد التهامى، وصلاح التهامى والمصور المبدع سعيد شيمى، لماذا لم يفكر أحد فى عرض هذه الأفلام التى تحمل قصصا حقيقية ولقطات مصورة تجهلها الأجيال الجديدة والتى لم تعرف من حرب أكتوبر سوى «الرصاصة لاتزال فى جيبى»، وهو الكلام الذى يبدو أنه لا يحمل جديدا بالنسبة للكثيرين، ولكن لابد من تكراره، وعلينا أن نلمس تغييرا ولو محدودا فى طريقة تعاطينا مع الأمور، وإلا نظل نتعامل بتعالٍ مع المبدعين الحقيقيين، ونتجاهل ما بذلوه من عطاء، فلماذا لا نعرض مثل هذه الأفلام ونكسب أن نعرف الكثير منها وأن يعتاد الجمهور على رؤيتها! وهذا دور أصيل للإعلام المصرى، بدلا من الإصرار على الاستسهال فى كل أمورنا.. ونصر أكتوبر يستحق الكثير ولننظر مثلا للأفلام التى ما زالت السينما العالمية تقدمها عن الحربين العالميتين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة