أمس كانت السطور فى هذا المكان تتحدث عن فتنة كنيسة الماريناب الجديدة، عن المتطرفين والمتعصبين الذين حصروا الأديان فى منطقة بناء دور العبادة، حاولت السطور أن تكشف طبيعة هذه العلاقة «الرذلة» بين المسلمين والمسيحيين فى مصر التى يغلفونها بسلوفان براق ولامع لكى يقدمونها للناس على أنها مثل السمن على العسل بينما خلف السلوفان اللامع روائح وعفونة وقنابل ودم، وأشياء أخرى لن تحلها سوى الصراحة وقوة المواجهة.
ردود الفعل على سطور الأمس جاءت غاضبة، كل طرف يسعى لتبرئة نفسه واتهامى بالتجنى عليه لإحداث توازن يرضى الجميع، لا أحد يريد أن يعترف بأن الأخطاء التى صنعت الفتنة مشتركة، ولا أحد يريد أن يعترف بأن الفتنة لا تخلقها سوى بذور التعصب هذه التى تبدأ بغضب فى النفوس، ثم تتحول كلامية ولفظية، ثم تنقلب -وفى لحظة غضب وشحن مجنونة- إلى قنبلة تنفجر فى وجه أبرياء هم فى الأصل إخوة يشاركونك فى الوطن همك وفرحك، إن وجد..عد إلى موقع «اليوم السابع» واقرأ التعليقات وركز وتخيل أن أبشع منها جاءنى عبر الهاتف تصطحبه شتائم واتهامات من بعض المسيحيين بأنى سلفى حقير بجانب اتهامات أخرى من بعض المسلمين تؤكد أننى عميل الكنيسة، ولا أستحق اسم محمد، بعضكم –مسلم ومسيحى- لا يحب أى كلام يتهم الكنيسة أو شيوخ الإسلام بالخطأ، يسمع الكلام وربما بأذنه، ومع ذلك يستنكر ويندهش كأنه يسمعه لأول مرة ويتهم ناقله بمحاولة التوازن أو ترويج الشائعات من أجل إرضاء الطرفين، ولهؤلاء خصيصا أقول لهم حتى يرتاحوا.. مصر بلد الأمن والأمان والتسامح يباع فى الأسواق بالكيلو وبسعر أرخص من الطماطم فى عز موسمها، والخطاب الدينى فى مصر قمة فى الاعتدال، والشيوخ فى المساجد لا يكفون عن إلقاء خطب المديح والإعجاب فى المسيحيين والدين المسيحى، والقساوسة فى الكنائس لا يتوقفون عن الإشادة بالإسلام ونبى الإسلام والحياة فى ظل أغلبية مسلمة لطيفة، وكل التفجيرات والاعتداءات التى تمت على الكنائس ارتكبها مختلون عقليا ومجانين اعتبروا أن القنابل صواريخ العيد وفجروها للفرحة والانبساط، والمسيحيون «طايرين من الفرحة وواخدين حقهم تالت ومتلت»، والمسلمون يتم اضطهادهم من جانب الدولة لصالح المسيحيين الذين سيطروا على السوق والاقتصاد وأصبحوا مليونيرات، أما بالنسبة لشكاوى التمييز وعدم القدرة على بناء الكنائس فهى شكاوى ذات عناوين غلط، والبوسطجى كان أعمى ووضعها فى صندوق بريد مصر بدلا من صندوق بريد الولايات المتحدة، والمسيحيون لا يغضبون أبدا إذا أسلمت فتاة من بينهم، ولم يحدث أبدا فى العام الماضى أن شهدت المنيا معركة دموية لأن الأهالى غضبوا من قيام شاب مسيحى باستئجار «مومس» من شقة دعارة كلها فتيات مسلمات، ولم يحدث أبدا أن بعض شيوخ الإسلام حرموا الاحتفال بالكريسماس وأعياد الميلاد، ولم نسمع أبدا عن قمص مجنون يتسلى بتوجيه الشتائم لنبى الإسلام والمسلمين.. البلد كله لطيف وجميل لا ينخر فى عظمه سوس التعصب والتطرف والتخلف، ولا تهدده نار الفتنة الخامدة حتى الآن.. أظن أننى الأن أصبحت شخصا جيدا استمتعوا بالأكاذيب وادفنوا الحقيقة رغبة فى راحة بال مؤقتة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة