لا أعرف سر هذه الشماتة من البعض فى عدم فوز الناشطة المصرية إسراء عبدالفتاح أو الناشط وائل غنيم بجائزة نوبل للسلام التى تم الإعلان عنها أمس الأول، وفازت بها الناشطة اليمنية توكل كرمان مشاركة مع رئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف، وداعية السلام الليبيرية أيضا ليما جبوى.
الشماتة غير مقبولة والفرحة فى عدم فوز النشطاء المصريين بنوبل للسلام غير مبررة وتنم عن حماقة وجهل لأن فوز إسراء أو وائل هو إضافة لقيمة مصر فى سجل الجائزة العالمية بشكل عام وتقدير واعتراف من الجائزة بثورة الشباب فى مصر وبنضال هؤلاء الشباب من أجل التغيير والإصلاح والذى أدى فى الأخير إلى ثورة شعبية إنسانية أطاحت بنظام فاسد ظل جاثما على حكم مصر 30 عاما.
لو فازت إسراء بالجائزة لأصبحت أول امرأة مصرية وعربية تفوز بها ولأصبح لمصر سجل شرف يضم 4 جوائز عالمية فى نوبل بعد الرئيس الراحل أنور السادات والأديب العالمى نجيب محفوظ والعالم الدكتور أحمد زويل، ولكن لا أجد سببا واحدا للشماتة فى عدم فوز إسراء أو وائل بنوبل، إلا إذا كانت هذه الشماتة والفرحة السوداء صادرة من أنصار الثورة المضادة والفلول وبتوع «إحنا آسفين ياريس» الذين يتمنون خفوت وهج الثورة وفشلها ويرون فى عدم فوز إسراء أو وائل تحقيقا لهذه الأمنية المريضة.
أمثال هؤلاء سنجدهم أيضا فى اليمن من جماعة «آسفين يا ريس على» الذين سيهاجمون بالطبع توكل كرمان ويعتبرونها عميلة للغرب وسيتهمون الجائزة بأنها «مسيسة» وتخضع لإرادة دول بعينها ضد الشرعية فى اليمن وضد استقراره ورئيسه الشرعى على عبدالله صالح.
عموما كل ذلك لا ينسينا أن نقول إذا كانت مصر خسرت الجائزة حتى يفرح الشامتون والذين فى نفوسهم وفى قلوبهم مرض عضال، فإن اليمن وثورة شعبه ممثلة فى الشابة الصحفية والناشطة السياسية البارزة ابنة تعز توكل كرمان -32 عاما- قد فاز بها ليؤكد للعالم عدالة ثورات الربيع العربى فى تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا والتى كان –ولا يزال- وقودها وقوامها الرئيسى هم توكل وإسراء وأسماء وإخوانهم من شباب ثورات الربيع العربى الزاحف نحو تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية.