وائل السمرى

كل ابن آدم «خطاف»

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2011 03:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ ما يقرب من أسبوعين وحوادث الخطف تملأ الصحف المصرية، فيما يبدو أنها أصبحت «موضة» العصابات هذه الأيام، فما أسهل على المجرمين من أن يمسكوا بطفل أو رجل ويجبرونه تحت تهديد السلاح أن يأتى معهم إلى حيث يريدون غير مبالين «بنخوة» غائبة، ولا بشرطة تمارس عصيانا مدنيا مقنعا، وبعد ذلك تبدأ المفاوضات على التسليم والتسلم والتى غالباً ما تنتهى بإحدى النهايتين، إما بدفع الفدية أو موت الضحية، ولا مين شاف ولا مين درى، دون أدنى أمل فى تحرير المختطف أو المختطفة برجولة وشهامة وتحمل مسؤولية.

عادة لا أحب اللجوء إلى نظرية المؤامرة، لكن انتشار هذه الحوادث وتكرارها يدعو إلى الريبة والشك، ويبدو أن هناك أحدا ما أو جهة ما توزع منشوراً على البلطجية والمجرمين بها وصفة تفصيلية للجريمة المقررة لإثارة أكبر قدر ممكن من الرعب بين الناس، فبعد عمليات السطو المسلح، جاءت خناقات الشوارع والميادين، ثم جاءت سرقة السيارات التى تفنن مرتكبوها فى أساليب تنفيذها، ثم بعد ذلك أتت عمليات اختطاف السيارات وإعادتها بعد أن يتصل السارق بالمسروق ويخبره بأنه يريد مبلغاً مالياً «فى العادة ربع ثمن السيارة» ليعيدها إليه، وبعد أن تكررت هذه العمليات بشكل كبير، جاءت «موضة» خطف الأطفال والرجال والنساء لتسود هذه الأيام، ولا أستبعد فى الأيام المقبلة أن تسود «موضة» الاغتصاب مثلاً ليصل الشعور بالرعب إلى مداه.

كل ابن آدم «خطاف» مادام لم يجد أحداً ليردعه أو قانوناً ليعاقبه، والمدقق فى الواقع لا يستغرب أن تنتشر عمليات الخطف بشكلها الإجرامى المعروف، فهناك العديد من عمليات الاختطاف تمارسها الدولة خارج حدود القانون والأعراف، وليس أدل على ذلك من اختطاف الطبيب أحمد عاطف، والناشط، عمرو غربية، والناشط شريف الروبى، وغيرهم الكثير، ولا أعرف لماذا تستسهل الدولة ومؤسساتها أن تخطف أحداً بشكل غير قانونى رغم أنه من الممكن وبمنتهى السهولة أن تستدعيه رسمياً أو تستخرج تصريحا من النيابة باستدعائه وسماع شهادته أو استجوابه، لكن أجهزتنا الأمنية كما قلت سابقاً تستسهل هذه العملية ليتفشى الرعب بين الناس فى ظل غياب الوعى بين أطياف الشعب المصرى وعدم وجود رقابة جماهيرية أو سياسية، ما يدل على أن «الخطف» أصبح سمة العصر، فمن طفل مختطف، إلى ناشط مختطف، إلى ثورة مختطفة، وأخيراً إلى بلد مختطف، غير أننا حتى الآن لا نعرف إن كان خاطفو الدولة سيسلمونها بعد أن يحصلوا على الفدية؟ أم أنهم سيجهزون عليها قبل «التسليم»؟ أم سيعترينا بعض النخوة لنجدتها!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة