محمد الدسوقى رشدى

الإخوان والسلفيون فى المحافظات

الجمعة، 11 نوفمبر 2011 08:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا لوم ولا ملامة على الناخب المصرى إذا امتلأت مقاعد البرلمان المصرى بمرشحى حزبى النور، والعدالة والحرية، ولا تذهب مع أهل النخبة والأحزاب إلى حيث يذهبون بالكلام عن استغلال الإخوان والسلفيين للدين فى التأثير على الناخب المصرى وإجباره بسوط السماء على اختيار مرشحهم.

الأمر ياصديقى لا علاقة له بالدين بقدر ماهو مرتبط بكسل الأحزاب والتيارات الليبرالية واليسارية وعدم قدرتها على قراءة وضع الشارع المصرى والتعامل معه، ويتعلق أيضا بجدية هذه الأحزاب فى التعامل مع العملية الانتخابية، وهى النقطة التى ستجدها محل شك كبير حينما تنزل إلى المحافظات وتسير فى شوارع القرى والمدن الصغيرة لتكتشف أن الإخوة الذين يستعذبون ألقابا من نوعية قيادى حزبى أو ناشط سياسى أو شاب من شباب الثورة أو عضو ائتلاف، قد صغرت مصر وتقلصت فى نظرهم لتصبح القاهرة فقط أو حيث توجد وسائل الشو الإعلامى، أما المحافظات والقرى فلها إخوان وسلفيون وفلول يستفردون بها.

هذا هو الواقع الذى يمكن أن أنقله لك بصفتى شاهد عيان طاف ثلاث محافظات مصرية خلال إجازة العيد ولم يجد فى شوارع دمياط أو الشرقية أو الإسماعيلية لافتة توحد ربنا أو أى وسيلة دعاية لأحزاب الكتلة المصرية أو التحالف الديمقراطى أو أحزاب شباب ثورة أو أى كيان سياسى آخر بخلاف دعاية الإخوان والسلفيين وبعض الفلول سواء كانوا مستقلين أو مستظلين بأحزابهم الجديدة، وإن وجدت لافتة دعاية لحزب العدل أو الوفد أو الوسط على سبيل المثال، فهى وحيدة خجولة ومطموسة ومنطوية وسط فرح يهتف باسم الحرية والعدالة الإخوانى، والنور السلفى.

لا تعتبر اليفط القماش والبوسترات والشعارات أمرا تافها، لأنها تمثل جزءا من حملة أكبر تظهر تفاصيلها فى مرشحى الإخوان والسلفيين ومتطوعيهم، وهم يجوبون الشوارع شارعا شارعا، ويدقون الأبواب بابا بابا، ويطاردونك ببرامجهم وأفكارهم، بشكل قد تجده أنت مبالغا فيه، ولكن رجل الشارع يجده اهتماما لم يحظ به من جانب المتكبرين هواة الاستعلاء الذين يظهرون على شاشات التليفزيون ليعايرونه بجهله وبإشعال الثورة من أجله وكأنه لم يشارك فيها.

خسارة البرلمان القادم لصالح التيار الإسلامى لن يكون سببها تلك الأطروحات الوهمية التى ينشرها أهل النخبة والقيادات السياسية والحزبية لتبرير فشلهم بأن التيار الإسلامى يملك المال وسلاح الدين، بل سيكون السبب الحقيقى قابعا فى تلك المنطقة التى تفرق كثيرا بين المجتهد والكسول، بين الأحزاب والجماعات القادرة على تنظيم أفرادها وتشغيل وتحريك المتطوعين للعمل من أجل أهداف واضحة، وبين الأحزاب والحركات المشغولة بتقسيم الظهور الفضائى والعراك على المناصب بين أعضائها.

اختلف مع الإخوان والسلفيين قدر ماشئت ولكن لا تستنكر عليهم قدرتهم على الحفاظ على كيانهم قائما منتظما طوال السنوات الثلاثين الماضية سواء كنت ترى أن هذا الحفاظ جاء بالصفقات أو بالمواءمات مع أجهزة ومؤسسات مختلفة أم لا، لأن تلك لعبة السياسة، ولكن من حقك أن تستنكر على القيادات الحزبية وأهل النخبة تفككهم وتهافتهم على المكاسب الشخصية وعدم استعدادهم الجيد للانتخابات المقبلة، ولا تحجر مسبقا على صوت الناخب المصرى وتتهمه بفقدان الأهلية ودعه يذهب إلى حيث يوجد الصندوق ويختار من نجح فى إقناعه بأفكاره أو من نجح فى إشعاره بأهميته وذهب إلى حيث باب بيته يطلب صوته.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

oOo

::

عدد الردود 0

بواسطة:

motaz

الله عليك

مقال يدل على حياديه منقطعة النظير شكر لك

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح الدين

الاسلاميون شغالين والآخرين نيام

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح الدين

النخبه ولا طالوا تمثيل مشرف ولا احراز اهداف

عدد الردود 0

بواسطة:

مراقب

إنتو ليه يا كتاب مصر مش عايزين تعترفوا إن الناس مقتنعة بإن الإسلام هو الحل ؟؟!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الله المصري

ما ينفع الناس يمكث في الأرض

عدد الردود 0

بواسطة:

علمانى

شر لابد منه !

عدد الردود 0

بواسطة:

مرسى الزناتي

يكفي الأخوان والسلف أنه ليس بينهم لص أو نواب سميحة والمخدرات والموبايلات

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف الهلالى

الله عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح الدين

واحد نخبه وصلحه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة