إنها مصر تتحدث عن نفسها كالعادة، بروح شعبها الأصيل العظيم الواعى، بثقافة أبنائها الذين لا يخشون فى الحق لومة لائم ولا سباب رداح، بأصالة شبابها الذين يختفون فى الصراعات الرخيصة ويظهرون كالمارد الجبار وقت الشدائد، لا حاجة لنا الآن بمسؤولين متخاذلين، فالشعب هو متخذ القرار، ولا لزوم لأجهزة رقابية مهلهلة ولا أمنية مغيبة، فقد استيقظ المصريون إلى بغير «نومة»، وأصبحوا هم الرقباء على الوطن وحماته من سارقيه فى الداخل، والطامعين المتربصين فى الخارج.
أكتب الآن تحت هذا التاريخ «11 - 11 - 2011» إنه يوم عظيم، تمام مثل يوم الثامن العشرين من يناير الماضى، الذى وقف فيه أبناء مصر العظماء أمام المتحف المصرى يذودون عن تاريخهم بأرواحهم، تحيط بهم النيران ولا يأبهون، فها هم نفس الشباب ينتفضون مرة أخرى ليدافعوا عن الهرم الأكبر الذى أراد اليهود الصهاينة، وأتباعهم أن يشوهوا نصاعة تاريخه باحتفال مشبوه، فقام أخوتنا يعلنون الحرب على الخنوع، ويحاصرون الأهرامات ليلا ونهارا، منذ مساء الخميس الماضى، وهو مرابطون، لا يثقون إلا فى أعينهم، ولا يخافون إلا على تاريخهم، ويشاء الله الواحد الجبار، أن تنقلب الاحتفالية اليهودية المقيتة إلى تظاهرة مصرية عظيمة.
مرة أخرى يثبت شباب مصر أنهم الأوعى والأجمل والأروع والأكثر حضورا وصدقا وبهاء، مرة أخرى يصفعون كل المتخاذلين من المسؤولين والسياسيين والمتاجرين والأفاقين والمنافقين والمتسترين والمتلاعبين والمفرطين والطامعين، كانت صفعة قوية عالية، فقد حضر أصحاب الأرض الحقيقيون وغاب المتناحرون على المقاعد البرلمانية والمتنازعون على الشعارات التى يرددونها كالببغاوات ولا يكلفون خاطرهم للعمل ولو للحظة ليكونوا جديرين بحملها، كم سمعنا عن المدافعين عن هوية مصر وتاريخها، وكم تأففنا من تصريحاتهم المجلجلة التى تحذر من الخطر الصهيونى اليهودى، وفى وقت التصدى الحقيقى تخاذلوا وتراجعوا وصمتوا لأنهم «يا ولداه» كانوا خائفين من ألا يرضى المجلس العسكرى عنهم إن أعلنوا غضبهم، والمجلس العسكرى منهم براء.
نفس الشعور الذى انتابنى يوم رفع العلم على السفارة الإسرائيلية الذى اجتهد المشوهون فى إلصاق كل المشينات به، ينتابنى الآن، لمصر شباب يحميها، إذ شاء القدر أن يدافع عن هويتها من يرميهم المنافقون بالباطل بأنهم «عملاء» فقد كان لإعلان حركة 6 إبريل وشباب الأثريين والثوار، عن تصديهم لأى يهودى صهيونى يمس الهرم مفعول السحر فى وأد هذه الاحتفالية المشبوهة والمشوهة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة