مع بدء الدعاية الانتخابية لمرشحى مجلس الشعب، أنقل هذه الحكاية ولكن من دعاية لانتخابات أخرى، وهى نقابة المعلمين، التى جرت منذ شهور، وطرفها الرئيسى كان مرشحا فى انتخابات النقابة بمركز طوخ محافظة القليوبية، وفوق أنه أستاذ رائع لعشرات الأجيال فى منطقته والتى تخرجت على يديه وأنا منهم، هو معد مميز لبرامج ثقافية مهمة فى الإذاعة،
ومنها رحلاته فى عالم الكتب ليقدمها للمستمع فى عروض عميقة وبسيطة، ومع هذا المسار عاش الأستاذ أسامة أبوحليمة حياته معارضا طاهرا شريفا، وتقدم مرشحا فى أول انتخابات لنقابة المعلمين بعد ثورة 25 يناير، ظنا منه أن هناك واقعا مختلفا عما قبل، فماذا حدث له؟ وما علاقته بانتخابات مجلس الشعب الحالية وما يحدث فيها من دعاية؟
يحكى أبو حليمة أنه فى مروره إلى المدارس وأثناء الدعاية، كانت المفاجأة، أنه لا يلتفت أحد بما فيه الكفاية إلى مناقشته فى الهموم النقابية التى يتحدث فيها، وإنما فى كل زيارة كان هناك من يقف ليسأله: «هو انت صحيح علمانى؟»، ومع تكرار السؤال فى أكثر من مكان تأكد أن العملية مرتبة، وتم استكمالها بالتربيطات صباح يوم الانتخابات، فتركها عائدا إلى بيته.
كان الأستاذ أسامة يروى هذه الحكاية أمام عدد متنوع فى أطيافه السياسية، والمناقشة ساخنة بين الجميع حول احتمالات المكسب والخسارة للأحزاب المتنافسة فى انتخابات مجلس الشعب الجارية، وبالرغم من الطبيعة الفئوية للتصويت والترشيح فى النقابات، والتى تختلف عما هو فى مجلس الشعب، فإننا أمام حكاية تتكرر الآن فى الدعاية الانتخابية، وبدلا مما كانت تدور فى نطاق مدرسى ضيق، تدور الآن فى العلن ودون ضبط أو ربط.
فى هجوم السلفيين على المنافسين قذائف من نفس فصيلة القذائف التى تلقاها الأستاذ أسامة، لكنها أشد فتكا، ويكفى التدليل على ذلك من مؤتمر انتخابى واحد لحزب النور السلفى فى أسيوط الأربعاء الماضى، جاء فيه: «إن الليبراليين والعلمانيين دعاة أبواب جهنم، وخلت برامجهم من ذكر الله سبحانه تعالى، ولو حكموا فسينشرون أصنام بوذا فى الطرقات، وسيسنون القوانين المخالفة لشرع الله، ويحرمون على الناس دينهم ومعتقداتهم».
يا إلهى، هل يعقل كل هذا الكلام كوسيلة فى الدعاية الانتخابية، وهل هو الباب الذى ندخل منه إلى المستقبل؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
لنجعل الصناديق هي الفيصل مع احترام كل مرشح
عدد الردود 0
بواسطة:
Nasser
اهدى هذا المقال للمجلس العسكرى وللجنه الاحزاب والجنه العليا للانتخابات
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
هوه لسه في مستقبل
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر حبيب
كبسولات ********المسلمين الجدد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
مفيش مستقل
عدد الردود 0
بواسطة:
نظمى
رأى
عدد الردود 0
بواسطة:
نعم عندهم حق و هذه عينه على صدقهم=الى سعيد الشحات على العلمانيه
عدد الردود 0
بواسطة:
م/خالد
رحمتك يا رب
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر حبيب
لن ننتخب من يجعلون النساء سلعة لتعليق أ.نظمى
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلم حر
لا علمانى ولا إسلامى - بس مسلم والحمد للة