لاحظت فى الآونة الأخيرة شيئا فى منتهى الخطورة يحدث بين المصريين ألا وهو التقسيم، التقسيم بين المسلمين والمسيحيين وبين الأهلاوية والزملكاوية وبين الصعيد والنوبة وبين الإخوان والليبراليين والسلفيين والإخوان والأقباط والسلفيين والشرطة والشعب والتحرير ومصطفى محمود والثوار والفلول واللى قال نعم على تعديلات الدستور واللى قال لا والجيش والشعب وأعضاء الحزب الوطنى والائتلافات.
مصر فى ورطة والسبب أهلها، مصر فى محنة والسبب شعبها، مصر فى كارثة والسبب كلنا..
هل الحرب ستفرق بين أى عنصر من العناصر السالف ذكرها؟! هل البراكين والزلازل والكوارث الطبيعية ستختار؟! هل الضرر حينما يقع بنا سيفرق بين مسلم وقبطى وكافر؟!
المصريون نسيج واحد وجميعهم شركاء فى الوطن يحصدون الأخطاء ويتمتعون بالمزايا والانتصارات، المصريون عنصر واحد تجمعهم الهوية، المصريون يد واحدة لا يصح أن تفرقهم ثورة أو نكسة أو وكسة، المصريون كل منهم يحب وطنه على طريقته الخاصة، ويرى أن الصالح العام فى وجهة نظره، المصريون الحقيقيون لن يقبلوا أن تصبح مصر عراقا آخر، المصريون الحقيقيون لن يقفوا لبعضهم البعض بالسلاح ولن ينسوا أن دولتهم أول دولة فى التاريخ، المصريون الذين عبروا القناة، ودمروا خط برليف فى صحوة وإرادة أذهلت العالم أجمع لن يقعوا فى فخ نصبه لنا عدو لدود أراد التفرقة بيننا.. المصريون لن يلتفتوا إلى أكاذيب وتحريضات أصبحنا نشاهدها على الهواء مباشرة يوميا ونقرا فى الصحف اليومية قومية كانت أو مستقلة أو حتى معارضة، المصريون لن يصدقوا شخوصا أرادوا صنع البطولة على جثثهم، المصريون سيراجعون التاريخ جيدا ليروا ما حدث من فتنة بدول مجاورة بين السنة والشيعة والأكراد والإخوان والفصائل المتعددة أدت إلى ضياع بلادهم، وسيدركوا أن المخطط ذاته تتعرض له مصر الآن، ولكن فى صورة أخرى، المصريون سيتوقفون أمام علامات استفهام عديدة لأشخاص.
ظهرت فجأة وتصدرت المشهد السياسى، المصريون سيفرقون بين محدثى الفوضى والبلطجة وبين الحريصين على مستقبل الوطن، المصريون سيتركون محطة الماضى وينظرون إلى المستقبل الأفضل، المصريون سيدركون أننا نمر باللحظة الخطر على الإطلاق.. أتمنى.
أخيرا: قال جيفارا إن الثورات يخطط لها الأذكياء، ويقوم بها الشرفاء، ويستفيد منها الانتهازيون.. فهل من مدرك لهذه الحكمة؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة