هذه حكمة جديدة تماما تقول: «بعد مرور أول دقيقة على عملية «مضغ اللبانة» يذهب طعم السكر ويتبقى ما توفره من حركات مطاطية داخل الفم، ولكنها حركات بلا طعم».
واستنادا إلى الحكمة الجديدة يمكنك أن تعترف بلا أى خجل أو محاولة لتجميل الموقف أن «مليونيات» ميدان التحرير هى الأخرى بدأت تفقد طعمها ومعناها، بسبب تكرار مضغها من فم إلى فم، وتكرار الدعوات غير المدروسة التى كانت على مدار الأسابيع الأخيرة تنتهى إلى صورة مضحكة لا تضم عشرات المتظاهرين، وليس مئات الآلاف كما كان يحدث فى فى أيام الثورة الأولى، والخوف كل الخوف أن يتسبب استمرار الدعوات الساذجة إلى مليونيات بلا هدف -فى خسارة المواطن المصرى سلاحه وحصنه الأخير الذى يستخدمه وقت اللزوم فى الضغط على المجلس العسكرى والحكومة ويحتمى ويحمى ثورته داخله.
لا شىء آخر غير خسارة سلاح التظاهر، وتأثير ميدان التحرير يمكن حصاده من خلف تلك الدعوات غير الهادفة لمليونيات لا مبرر لها سوى أن تيار سياسى يريد أن يرد على آخر نجح فى تعبئة الميدان بالبشر، وكأن عملية التظاهر تحولت إلى منافسة بين شركتى حلاوة طحينية كل منهما تسعى لأن تقدم للجمهور علبة أكثر ضخامة من الأخرى، بغض النظر عن الجودة.
الأسابيع الماضية شهدت أكثر من دعوة لأكثر من مليونية بعناوين مختلفة كان آخرها مليونية حازم أبوإسماعيل وأكثرها فشلا مليونية «فى حب مصر» التى خرجت بصورة هزلية، يمكنك أن تستخلص منها نتيجة تقول بأن المصريين لن يستجيبوا لدعوة تظاهر ذات منبت شيطانى، لا هدف ولا أصل لها، ولن يخرجوا إلى ميدان التحرير للمشاركة فى دعوة تظاهر لا تجيب لهم عن أسئلة: من أجل أى شىء نتظاهر؟ وما هى الخطوات؟ وما هو الهدف؟ لأن الحشد والتعبئة بدون سبب يدخل فى عرف المصريين تحت بند أفعال «قلة الأدب».. مثله مثل الضحك تماماً.
الكلام السابق مقدمة تحذيرية بمناسبة دعوة مليونية الجمعة القادمة 18 نوفمبر التى لم يظهر لها اسم حتى الآن، ولم نعرف لها تشكيلا محددا من الأحزاب والقوى المشاركة، ولا نعرف لها هدفا واضحا، ولا كيفية تنفيذه، أو تنفيذها فى ظل الانشغال الذى لا يمكن تجاهله بالمعارك الانتخابية فى محافظات مصر المختلفة.
دعوة التظاهر التى تنتشر بغير خطة وهدف وشركاء واضحين خطيرة، لأنها توحى للناس فى الشوارع أن القوى السياسية تعانى من وقت فراغ حاد، وقررت أن تدعو لمليونية بدلا من اللعب فى مناخيرها، كما كان يفعل الرئيس المخلوع مللا أثناء الجلسة الأولى من محاكمته.
وعموما أنا لم أجد إجابة حتى الآن على سؤال هام يقول: «لماذا لا توجه تلك القوى جهودها فى إعادة الانتشار بالشارع المصرى، والبحث عن الناخب الذى ينقذها يوم العرض على صندوق الانتخاب؟!).. لو تملك إجابة لا تبخل علينا بها.. أرجوك!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة