هل سأل أحدكم هل يعيش بالإسلام والإيمان أم أنه يعيش بجزء من هذا وجزء من ذاك أو لا يعيش لا بهذا ولا بذاك وأنه يعيش بدوافع ذاتية تقوم على حب النفس وحب المتع والشهوات الزائلة المهلكة؟ إنه يعيش كقوم عاد وثمود وأصحاب الأيكة، والله عز وجل يقول: «ارجع البصر». ولو رجع الإنسان بصره وجلى بصيرته لفزع من مسلكه. إنه يسير إلى الهاوية إلى السقوط فى ظلام دامس لا يرى فيه نورًا ولا يجد يدًا ممدودة إليه تنقذه مما هو فيه من العذاب الأبدى. سكة فرعون وهامان لا خير فيها، وثمرتها الغرق فى الذنوب وفى المعصية الكبرى، وهى تأليه الذات. إنهم ينسون أن عذاب الله شديد لمن طغى وتكبر وتجبر.
أحد النماذج النورانية هو سيدنا إبراهيم الخليل، عليه السلام، الذى كره الكفر ورفض تحقير الإنسان لعقله بأن يعبد أصنامًا صنعها بيديه فألقوه فى النار فلم يتراجع عن نور التوحيد وعن طاعة رب الوجود كله العلى القدير، وفوق ذلك لم يتراجع غن ذبح ابنه عندما أمر بذلك. إن إبراهيم أمة من الإيمان والنور، عرف لماذا جاء إلى الدنيا وعرف ما عليه من واجبات.
أما سيد الخلق سيدنا محمد فقد رفض كل الإغراءات التى قدمتها قريش ليتراجع عن النور وعن الحق والعدل والقرب وحب الذات المقدسة، ربنا ورب العالمين الله سبحانه وتعالى. وصمد حبيب الرحمن صلى الله عليه وسلم أمام الحصار والتجويع والإيذاء البدنى له ولأصحابه، فحبهم لله سبحانه وللنور والعدل وللتحرر من الأصنام بكل صورها كان أكبر من كل مكائد الشيطان وقريش.
من وصايا سيدى عبدالسلام بن مشيش رضى الله عنه لسيدى أبى الحسن الشاذلى: «لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو ثواب الله ولا تجلس إلا حيث تأمن من معصية الله، ولا تصحب إلا من تستعين به على طاعة الله، ولا تصطفى لنفسك إلا من تزداد به يقينًا وقليل ما هم، ولا تصحب من يؤثر نفسه عليك فإنه سئيم، ولا من يؤثرك على نفسه فإنه قلما يدوم، واصحب من إذا ذكر ذكر الله فإنه يغنى به إذا شهد وينوب عنه إذا فقد، ذكره نور القلب ومشاهدته مفتاح الغيوب. ثم قال رضى الله عنه: «يا أبا الحسن لعدو تصل به إلى ربك خير من حبيب يقطعك عن ربك. هؤلاء رجال عاشوا إسلامهم وإيمانهم، قدوتهم هو سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم ارضَ عنهم أجمعين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة