مع ارتفاع وتيرة المعارضة والنقد لرئاسة الدكتور عصام شرف للحكومة، أطرح هذا السؤال: من هم الذين فكروا ثم طرحوا شخصية الوزير السابق فى نظام مبارك لرئاسة الحكومة؟.
هذا سؤال قد يرى البعض أنه لا فائدة منه، لأن دمه سيتفرق بين القبائل، بالرغم من أن مشهد اختياره ما زال ماثلا فى الأذهان، فقد تم حمله على أكتاف الحشود الموجودة فى ميدان التحرير، وسط هتافات مدوية بتأييد اختياره كمرشح شعبى لرئاسة الحكومة، وأن فرضه هو انتصار لثورة 25 يناير، وتنفيذ لإرادة شعبية تعد هى الأولى فى اختيار رئيس الوزراء، الذى هو حكر لرئيس الدولة بالدستور والقانون.
سألت أكثر من طرف مما كانوا فاعلين فى ميدان التحرير طوال فترة الثورة: «من اختار عصام شرف؟، فلم أحصل على إجابة شافية، فالبعض ألمح عن صحفيين، وألمح آخرون عن سياسيين، والحصيلة أنه لم يحدد أحد الحلقة الضيقة التى جلست وتناقشت وبحثت فى ماضى الرجل ومؤهلاته، وتدارست طبيعة المرحلة السياسية التى تمر بها مصر، وما إذا كانت على مقاس الرجل أم لا؟، فمن الجائز أن يكون مناسبا للمنصب فى مرحلة أخرى، لكن المراحل الاستثنائية الطبيعية أن يكون رئيس الحكومة استثنائيا، وأذكر مثلا فى مناقشة مع الصديق الباحث المرموق سامح فوزى قوله، إن مصر كانت تحتاج فى هذه المرحلة إلى رجل يفهم بيروقراطية النظام المصرى، وألاعيب ومناورات موظفيها الكبار والصغار فى آن واحد، ومن الشروط أيضا أن يكون هذا الرجل مستوعبا لمرور مصر بمرحلة انتقالية دقيقة، يعنى شخصية أقرب فى التكوين من الدكتور كمال الجنزورى فى مرحلة حكم مبارك، وليس شرطا أن يكون الجنزورى بنفسه هو المناسب لمرحلة الثورة.
المؤكد أنه لو نجح شرف فى مهمته لكنّا شاهدنا العشرات ممن سينسبون الفضل لهم فى اختياره، وكانت حشود ميدان التحرير التى حملته ستتباهى بنجاحها فى اختبار قوى لها، لكن مع كل هذا الضعف فى أدائه لم يجرؤ أحد على الاعتراف صراحة: أنا الذى رشحته وأرسلته إلى «التحرير».
الثورات اليقظة تصحح أوضاعها بالنقد الذاتى من أجل الوصول إلى أهدافها العليا والصحيحة، وهذا ما يغيب عن ثورتنا، وأول الغائبين عن النقد الذاتى الذين اختاروا عصام شرف، فمن هم؟، لا أعرف.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة