سبق أن علقت على مقال للصديق ضياء رشوان، مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، يدعو فيه إلى ضرورة التنسيق بين المرشحين فى الانتخابات الجارية على قوائم أحزاب وقوى الثورة، منتقدًا تنافس بعضها فى بعض الدوائر، مما يؤدى إلى خسائر كبيرة، وفى رصد هذه المسألة أتوقف أمام حالة تدعو إلى الدهشة والتعجب فى آن واحد.
الحالة تخص دائرة نائب المجلس لدورتين سابقتين محمد عبدالعليم داود عن دائرة فوة ومطوبس بكفر الشيخ، وفوق أنه كان ينجح باكتساح كبير، وفارق تصويتى بالآلاف بينه وبين أقرب منافسيه، كانت تجربته فى الانتخابات الماضية «2010» نموذجًا ضد أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى «المنحل»، والذى أشرف على تزوير هذه الانتخابات، حيث ظلت نتيجة داود معلقة لمدة يومين، وأمام حشود الآلاف الذين ظلوا حول مقار الفرز لم يستطع عز التلاعب فى النتيجة الحقيقية، وهى فوز محمد عبدالعليم داود.
لم يأت تصميم أبناء دائرة فوة ومطوبس على إنجاح نائبهم المحبوب من فراغ، فهو عرف كيف يجمع بين مهارة دور النائب تحت قبة المجلس، وكان فى ذلك معارضًا شرسًا لا يعرف الخطوط الحمراء، مما أوقعه فى مشاكل كثيرة، وفى نفس الوقت أجاد فى دور النائب داخل دائرته ليحقق لها ما يستطيع بأقصى طاقته من خدمات عامة وخاصة، ورغم كل ذلك تقدم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بمرشح منافس له فى الدائرة، ومعنى أن يتم ذلك من الحزب والجماعة أنهما لم يرفعا قيمة التنسيق وأهميته أمام منافس مرشح بهذا الوزن، وإنما قررا المضى قدمًا فى محاولة القضاء عليه.
المثير أنه بمراجعة دور محمد عبدالعليم داود تحت قبة البرلمان سنجده مساندًا رئيسيّا وقويّا لكل أنواع الاضطهاد التى كانت تمارس ضد نواب الإخوان تحت قبة المجلس، وللتذكير فإنه رفض إسقاط العضوية عن نائب الإخوان جمال حشمت فى التصويت الذى تم فى المجلس أثناء دورة 2000، وكان موقفه هذا عكس موقف هيئة حزب الوفد البرلمانية التى وافقت على إسقاط حشمت، وكان داود أحد أعضاء هذه العضوية، ويعنى ذلك أن داود بمواقفه صاحب أيادٍ سياسية بيضاء على الجماعة، فلماذا تناست ذلك، وقررت خوض المعركة ضده؟
الوضع بهذا الشكل عنوان فاضح على غياب التنسيق، ورغبة من الجماعة فى عدم التنوع السياسى تحت القبة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة