الانتخابات البرلمانية الأهم فى تاريخ مصر لم يتبق عليها سوى أقل من أسبوعين والغالبية الصامتة من المصريين فى حيرة حتى الآن من النظام الانتخابى وطريقة تقسيم الدوائر وآلية التصويت. فالارتباك الذى يسود المشهد السياسى فى مصر الآن يزيد حالة الغموض حول مصير الانتخابات المقبلة، ويجعل الاهتمام بالعملية الانتخابية التى تؤسس للنظام السياسى الجديد فى مصر بعد ثورة يناير فى مرتبة أقل وأولويات أدنى، مدفوعا بالضجيج والغبار والزحام الذى يملأ الساحة السياسية والانشغال بالصراعات والصدامات بين القوى السياسية بعضها البعض من جانب وبين تيارات وجماعات أخرى مع الحكومة والمجلس العسكرى من جانب آخر.
الصراع فى قمة الهرم السياسى حول وثيقة السلمى ووضعية الجيش فى الدستور، والدعوات إلى مليونية فارغة المضمون، الداعون لها هم أصحاب المصلحة فى فرض أجندة سياسية وفكرية خاصة، يجرى بعيدا عن واقع الحياة اليومية على السفح، فالغالبية من الشعب الذى شارك أو ساهم أو أيد الثورة والتخلص من رأس النظام السابق ليس مدرجا فى أولويات واهتمامات المتصارعين حول الوثيقة والمتصادمين مع حكومة شرف والمجلس العسكرى. ما يشغل غالبية الناس الآن فى الشارع هو الخروج سريعا من نفق الصراعات السياسية والاحتقانات الاجتماعية والطائفية والفراغ الأمنى والفوضى والأزمة الاقتصادية حتى تعود الحياة إلى طبيعتها وتستقر أحوال البلاد.
الوعى الجمعى الآن لحزب الكنبة فى مصر لا يرى فى الضجيج والصخب السياسى الدائر سوى أنه طحن بين أحزاب غائبة عن الشارع وتجهل اهتماماته واحتياجاته القصوى فى هذه المرحلة وبين تيارات وجماعات دينية كل ما يشغلها هو السيطرة على البرلمان ووضع دستور يتماشى مع مرجعياتها المذهبية والطائفية وفرض إرادتها تحت وهم القوة والكثرة دون تقديم برامج حقيقية وواقعية للناس بدلا من التوظيف الدينى للممارسة السياسية وتخويف المجتمع بسيف الفتاوى التكفيرية.
بكل تأكيد فسوف يفاجأ الناس بالانتخابات دون أدنى معرفة بأسماء المرشحين وبرامجهم الانتخابية، ورغم الحماس الكبير والاستعداد للذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت هذه المرة، إلا أن كل من أعرفه يصدمنى بسؤال أعجز فى الإجابة عنه حتى الآن «نرشح مين؟» نحن لا نعرف أسماء المرشحين ولا قوائم الأحزاب.
القوى والأحزاب الثورية غائبة أو مغيبة عن المشهد الانتخابى سواء بنقص خبرة أو بإلهائها فى معركة لن ينتصر فيها سوى أحزاب وجماعات محددة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة