«إلحقى إلبسى طرحة دلوقتى قبل ما تلبسوها بالعافية»، هكذا قال عبدالمنعم الشحات - المتحدث الرسمى باسم جماعة الدعوة السلفية - مخاطباً المذيعة إيمان الأشرف، مذيعة القناة الخامسة، فى معرض إبلاغها بإصراره على عدم إجراء المقابلة التليفزيونية إلا إذا ارتدت «الطرحة»، «طرحة تايوانى» كما وصفها الشحات، مكملاً حديثه «المهم نوصل الرسالة»!.
فهل هناك وضوح أكبر من هذا؟، هذا هو الأسلوب الذى يتبعه الشحات وأمثاله ممن يعتبرون أنفسهم ممثلى الإرادة الإلهية على الأرض، ومحتكرى الحق والحقيقة، أسلوب لى الذراع واستخدام لغة التهديد؛ فهل لم يكن يعرف الشحات قبل قبوله دعوة الظهور فى البرنامج، أن المذيعة غير محجبة؟!، بالطبع كان يعرف، لكنه أراد أن يضعها وفريق البرنامج أمام الأمر الواقع، والمذيعة التى أرادت إنقاذ حلقتها رضخت، وأعلنت أنها تضع شبه طرحة نزولاً على إصرار الضيف، والضيف الذى يعرف جيداً ماذا يفعل، لابد شعر بالزهو بسبب نجاح خطته، فقد استطاع تنفيذ ما يريد ووجه «الرسالة» التى يريد من خلال شاشة التليفزيون الرسمى: نحن نفعل ما نريد وهكذا ستبدو كل نساء مصر على أيدينا.. شئن أم أبين.. بالذوق أو بالعافية!.
الشحات.. الذى ارتضى الظهور فى برنامج «كافيه الشباب»، اسم متفرنج، مع مذيعة لابد شابة وغير محجبة، أراد أن «ينتهز» الفرصة للدعاية الانتخابية لتياره السلفى، ولم يعتبر أن ذلك يتعارض مع مبادئ التيار الذى يرفض سفور المرأة أو ظهورها على التليفزيون، الذى هو نفسه - التليفزيون - فى نظرهم رجسٌ من عمل الشيطان، لكنه كعادة التيارات المتخفية بالدين، اعتبر أن الغاية تبرر الوسيلة، بل إنه أبلغ المذيعة فى كواليس البرنامج أنه لا يمانع فى الحديث مع امرأة غير محجبة لكن بعيداً عن عيون الكاميرات!!، هل هناك انتهازية وازدواج فى المواقف أكثر من هذا؟!.
خرج الشحات من الحلقة منتصراً من وجهة نظره، انتصاراً مزيفاً، كالذى تتوهمه هذهِ الجماعات الذى أعماها السعار للسلطة، عن حقيقة أن الشعب المصرى ليس جماعة من الأغبياء يمكن أن يستبدلوا برامج انتخابية تخاطب عقولهم، بتصرفات شكلية تبتغى عرَض الدنيا،فوزاً فى الانتخابات وحسب.
.. ولّا إيه؟؟.