حنان شومان

الدين لله والسينما للجميع

الجمعة، 18 نوفمبر 2011 04:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ عقود نست أو تناست أفلام السينما المصرية أن مصر دولة لها شمال وجنوب وشرق وغرب، وأن أهلها منهم الفلاحين والصعايدة وأن القاهرة مجرد محافظة وعاصمة ولكنها ليست كل مصر.

أفلام السينما كانت لا تنظر إلا للأفندية بتوع مصر وحتى حين تبتعد قليلا عن القاهرة تأتى بنماذج كاريكاتيرية مضحكة للفلاح أو الصعيدى.

أفلام السينما فى مصر منذ عقود ترفعت كالإعلام والحكومة وحتى المعارضة عن الاهتمام بأى نماذج أو حكايات إلا حكايات أهل العاصمة، القاهرة.

فصدق من قال: الناس على دين حكامهم، والسينما مثل الناس صارت على دين حكامها، ولعل نظرة على سينما ما بعد ثورة يوليو الاشتراكية النزعة، تؤكد ما أقوله فسينما الستينيات كان أغلب أبطالها حكاياتهم تدور فى قرى ونجوع بعيداً عن القاهرة وأهلها مثل «البوسطجى» و«الحرام» و«شىء من الخوف» والزوجة الثانية، وعشرات من الأفلام التى نعرفها ونحترمها جميعاً، فالسينما فى مصر كانت تسير فى ركاب حكامها وتأخذ الجمهور معها.

وبالتأكيد فإن الحديث أو مجرد طرح سؤال لأين ستأخذنا ثورة يناير سينمائياً يعد سؤالاً مبكراً جداً للإجابة عنه.

ولكنى أرى فى فيلم «كف القمر» لخالد يوسف فجرا جديدا لسينما مختلفة، صحيح إنه تم كتابته وتصويره قبل الثورة، وصحيح إنه قد يكون فى ذيل قائمة إيرادات السينما فى موسم العيد، وصحيح أن كثيرا من أحداثه يدور فى شوارع القاهرة، ولكن هو فيلم يخرج بأبطاله وحكايته بعيداً عن العاصمة وأفندية مصر، كما يقال عنهم.

فيلم كف القمر قد لا يكون أفضل أفلام خالد ولا أفضل كتابات ناصر عبدالرحمن ولكن أفضليته وقيمته أنه لا يضحك من الصعايدة ولا يضحكنا عليهم، بل يعود ليضعهم كأبطال ونماذج بشرية تستحق أن تتصدر مشهد البطولة.

فى مصر الآن الثورة انتقلت من القاهرة إلى المحافظات التى راحت تعلن عن نفسها بوسائل شتى متشتتة، وكأن بحرى وقبلى قد كرهوا ديكتاتورية القاهرة، فقرروا أن يفوقوهم ثورة على ثورة، فهل يكون فيلم خالد يوسف «كف القمر» بداية لثورة موازية فى السينما على أفندية القاهرة، أم أن السينما ستنتظر أين سترسو مراكب الحكم والحكام الجدد لتسير على دينهم، رغم أن الدين لله والسينما للجميع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة