عمرو جاد

الاسم: حرية.. المهنة: عريانة

الأحد، 20 نوفمبر 2011 04:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن تكون منصفا مع نفسك إن لم تعترف لها وبلا مواربة أن مبادئ الحرية والمدنية والاستنارة وكل ما يتشدق به الليبراليون ليل نهار عن احترام الأفكار والعقائد واستقلالية التفكير، أصبحت جميعها على شفا حفرة من الانهيار وستجد لها مكانا مناسبا فى مزابل التاريخ، كما حدث لمثيلاتها من أفكار ظن أصحابها أنها ستكون محصنة من التشويه لمجرد أنها تقدمية، ولكن التجربة أثبتت لهم أن الهزيمة جاءت من داخل تلك الأفكار قبل أن تهزمها أفكار أخرى أعلى صوتا وأقرب لعاطفة البسطاء من الناس، فما فعلته إحدى الفتيات بتعرية جسدها لإثبات حقها فى الحرية لا يجب اختصاره فى فعل فاضح من فتاة خرقاء، أو حتى فضيحة لها ولأهلها خزيا أمام كل من شاهدوها، ولا حتى خروجا فجا على قيم المجتمع الذى تعيش فيه، بل هى تلخص فى نزعها لملابسها، كل أنواع الشطط والتطرف الذى نعيشه بدءا ممن يهددون الناس بالعصىّ والسلاح فى الشوارع نهيا عن منكر أو أمرا بمعروف، وانتهاء بمن تقتل حياءها فى العلن وتمتهن حريتها بنفسها لمجرد انها أرادت ذلك، وكلا النوعين من التطرف يصبان فى خانة واحدة وهى تشويه المبادئ الجميلة والراقية، ومسخ المعتقدات عن صورتها الأصلية النقية لمجرد أن تفسيرها ترك لشخص أخطأ فيه اجتهاده أو أصاب.

عليه أن يكون منصفا أيضا من يعتبر نفسه من الفرقة الناجية التى اختارت الوقوف على الشاطئ الآخر من النهر بعيدا عن الليبرالية، فلا يحسبن أن شماتته فى هذا التيار ستشفى غليله أو تنتصر لمبادئه، بل هى تضعف فكرته وما تسعى لأجله مع تضاؤل ما تحارب ضده، كما أنها ستحرمه من المنافسة الشريفة، فكل خصم يليق بمنافسه، ولن يزيده شرفا أن يتصور ولو للحظة أن شابا أخرق أو فتاة حمقاء سيكونان هما كل الليبراليين، مثلما يعتقد بعضنا خطأ أن كل من يكفر الناس علنا دون بينة هو متشدد منتسب للسلفية، أو كل ملتح يصرخ فى الناس بالجهاد يصلح عنوانا لجماعات الدعوة.

الاستفزاز هنا هو رأس الداء وعنوان الخلل الذى يعانيه ممن يسلمون آذانهم وقلوبهم لفكرة شيطانية تحت دعوى التقدم والاستنارة، أو جلف يدعى أنه يملك زمام الشريعة ومفاتيح الجنة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة