وائل السمرى

الليبرالية والقنوات الدينية

الأحد، 20 نوفمبر 2011 08:40 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشكلتنا أننا ننادى بقيم الحرية والديمقراطية فى مجتمع عانى كثيرًا من الكبت والحرمان والإقصاء، ومخطئ من يعتقد أن المجتمع سيتنازل بسهولة وبساطة عن قيم سلبية ترسخت بداخله وجرت فيه مجرى الدم فى العروق، وبلا شك فإن الإسلاميين تعرضوا للكبت والإقصاء من نظام مبارك، ولذلك فإنهم يمارسون كل ما سبق ووجه إليهم من إقصاء، وظهر هذا بوضوح كبير فى قنواتهم التى لا تعترف بمخالفيهم فى الرأى، وتتهمهم بأبشع الاتهامات.

على مدى الأيام الماضية كتبت مطالبًا بميثاق شرف إعلامى ملزم للقنوات الدينية، يجبرها على عرض الرأى والرأى الآخر، بدلاً من إلقاء التهم ولىّ المصطلحات وترهيب البسطاء من إخوانهم الذين لا يبتغون إلا مصلحتهم، فقط دعوت إلى الحوار، بعد أن ملأت قنواتنا الدينية أدمغة البسطاء بالكثير من أنصاف الحقائق التى هى كذب كامل، ولا أعرف هل جاء هذا «اللىّ» بناء على سوء نية، أم بناء على سوء إدراك، لكن هذا ما حدث بالفعل، وأصبح من الشائع عند البسطاء من الناس أن الليبرالية كفر والعلمانية كفر والمدنية كفر، كل هذا دون أن تكلف هذه القنوات نفسها عناء الاتصال بأحد الليبراليين أو استضافة أحد العلمانيين أو أحد دعاة الدولة المدنية، ليشرح وجهة نظره.

امتد الصراع بين التيارات الدينية والأخرى المدنية حتى وصل الأمر إلى مجاهرة أحد مسؤولى القنوات الدينية بأنه سيعادى أحزابًا وسيقوم بالدعاية الانتخابية لأحزاب أخرى، فقال وسام عبدالوارث رئيس قناة الحكمة إن قناته سوف تتعامل مع الأحزاب الإسلامية فقط فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهى أحزاب النور والأصالة والحرية والعدالة والبناء والتنمية والوسط، «وحد الله» بينه وبين حزب كالمصريين الأحرار بسبب نجيب ساويرس، وحزب التحرير الذى ادعى أن أعضاءه شيعة، دون أن تكلف القناة خاطرها باستضافة رئيس أحد هذين الحزبين ليدافع عن نفسه، أو ليبين هوية أعضائه ومرشحيه، ناهيك أصلاً عن فكرة الانطلاق من أنهم هم الصواب والبقية خطأ، فهل يمت ذلك للحياد الإعلامى بصلة، وهل يجوز أن تتمتع قناة بقيم الحرية والديمقراطية والتعددية وتحصل على ترخيص رسمى، وفى ذات الوقت تنكر كل قيم الحرية والديمقراطية والتعددية وتتبنى خطابًا إقصائيّا؟

لا أدعى هنا أن قنواتنا الدينية هذه هى الوحيدة التى تمارس هذه الطريقة من الإقصاء، لكن فى الحقيقة هناك العديد من القنوات الأخرى، وإن كانت تتبنى وجهة النظر الليبرالية، فإن برامجها تظل مفتوحة للإسلاميين وأحزابهم حتى اتهموا، ولا يكاد يغيب يوم عن هذه القنوات إلا وتجد فى أغلب برامجها «إسلاميّا» ما بين معتدل فى قمة الاعتدال مثل عبدالمنعم أبوالفتوح، أو متشدد فى قمة التشدد مثل عبدالمنعم الشحات، وللحديث بقية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة