سعيد الشحات

رئيس من التحرير

الأحد، 20 نوفمبر 2011 08:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تساءلت قبل أيام عن الجهة التى قامت بترشيح الدكتور عصام شرف رئيساً للحكومة، ثم دفعت به إلى ميدان التحرير محمولاً على الأعناق، لتدوى عواصف التصفيق والهتافات المؤيدة، باعتبار أن هذا انتصار كبير للثورة ولمسارها، ومع الفشل الكبير الذى حصده، تساءلت عن حقيقة الأشخاص الذين اختاروه، حتى ينتقدوا أنفسهم ذاتياً، ويعتذروا عما فعلوا.

ومع الاحترام والتقدير للشرعية الثورية لميدان التحرير، فإن هذه الشرعية إن لم تستفد من أخطاء الماضى، فلن تحقق مكاسب المستقبل، وأقصد فى ذلك تهديدا أطلقه الداعية الإسلامى الدكتور صفوت حجازى، أثناء مشاركته فى مظاهرات الميدان أمس الأول، قال حجازى: «لو ماطل العسكرى فى تسليم السلطة سننتخب رئيسا من ميدان التحرير».

وللتذكير فإن حجازى كان من أكثر المتحمسين للمجلس العسكرى إلى درجة قوله: «اللى هايرش المجلس بالميه هانرشه بالنار»، وأكد أكثر من مرة أنه لو أراد أن يكون وزيراً ورئيساً لأراد، لكنه يفضل دور الداعية.

وبعيداً عما يمكن أن يراه البعض بأن دعوة مثل انتخاب رئيس جمهورية من ميدان التحرير هى بمثابة حرب نفسية، ووسيلة ضغط على المجلس العسكرى، فإن خطرها يأتى من أنها فكرة تنطلق، وقد يتبناها البعض فيجمعون لها أنصاراً، استناداً إلى ما حدث مع الدكتور عصام شرف فى ميدان التحرير، بما يؤهل إلى أن نجد مفاجأة تتمثل فى حمل شخص على الأعناق، والدخول به إلى مليونية فى ميدان التحرير وسط هتافات بإعلانه رئيساً، ولأن زمن وحدة «التحرير» قد ولىّ، فقد يرفض فريق منه أو أكثر هذا المحمول على الأعناق، فيندفع إلى ترشيح شخص آخر وحمله على الأعناق أيضاً، مما ينتج عنه وجود أكثر من رئيس لأكثر من فريق، ويومها سيفقد ميدان التحرير بريقه بل هيبته، ويتحول إلى مصدر تقسيم بعد أن كان مصدراً للتجميع.

لا أعرف إذا كان الدكتور صفوت حجازى جاداً فى هذا التهديد أم لا؟، وإذا كان جاداً، فهل يا ترى يتحدث بلسانه فقط، أم بلسان آخرين؟، خاصة أنه معروف إعلامياً بـ«أمين مجلس أمناء الثورة»، وأخيراً هل يقول ذلك بخبرة سابقة تمثلت فى أنه كان من الأشخاص الذين قاموا بترشيح عصام شرف رئيساً للحكومة، مما يعطيه خبرة وافرة فى طرح مثل هذه المفاجآت؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة