سعيد الشحات

مغالطات صبحى صالح

الإثنين، 21 نوفمبر 2011 07:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يصر مرشح الإخوان المسلمين ونائب البرلمان السابق صبحى صالح أن التاريخ يبدأ فقط من جماعة الإخوان، ولا يرى فصيلا سياسيا غيرها، والدلائل على ذلك كثيرة، وآخرها ما ذكره فى مؤتمر «الراس السودا» فى الإسكندرية يوم الخميس الماضى، والذى قال فيه: «لم يشهد مجلس الشعب فى مصر على مدى تاريخه البرلمانى منذ سنة 1866 وحتى عام 2010 أداء برلمانيا يساوى ما قدمه 88 نائبا من الإخوان فى الدورة الأخيرة».

هذا الرأى من قيادى إخوانى فيه إساءة لتاريخ الإخوان البرلمانى، حيث دخلوا البرلمان عام 1984 بتحالف انتخابى مع حزب الوفد، ثم دخلوا بعدد أكبر فى انتخابات عام 1987 بتحالف مع حزبى العمل والأحرار، وذلك تحت شعار «الإسلام هو الحل» الذى تردد لأول مرة.

أما حكاية أن أداء نواب الإخوان فى برلمان 2005 هو الأفضل فى تاريخ الحياة البرلمانية منذ ولادتها عام 1866 ففيه تزيد وتجاهل للتاريخ البرلمانى للآخرين من الفصائل السياسية الأخرى، وذلك على الأقل منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضى، بعد عودة الحياة الحزبية فى مصر، وسجل التاريخ البرلمانى ضيقا وتبرما من الرئيس الراحل أنور السادات من المعارضة فى الانتخابات التى أجريت عام 1976، وكان رئيس الوزراء وقتها ممدوح سالم الذى يحفظ له التاريخ إجراءه هذه الانتخابات بقدر كبير من النزاهة أدت إلى دخول نواب محترمين فى المجلس.

وعلى أثر ذلك تألقت المعارضة فى برلمان عام 1976، وبلغت التألق مداه برفض 15 نائبا معارضا لاتفاقية كامب ديفيد، فأقدم السادات على حل البرلمان فى 20 أبريل 1979 ليجرى انتخابات تم تزويرها بامتياز ضد رموز برلمانية رائعة مثل خالد محيى الدين.

وكان العطاء «السكندرى» النضالى وافرا فى هذه الدورة، بنواب مثل الدكتور محمود القاضى الذى يعد واحدا من القمم البرلمانية فى تاريخ البرلمان المصرى، وتحفظ المضابط الكثير له، ومنها استجوابه الشهير عن الانفتاح الاقتصادى الذى استمر ليومين ولساعات طويلة، وتم بمعاونة الكاتب الصحفى الرائد الراحل أحمد بهاء الدين، وهو من أطلق على الانفتاح الاقتصادى بعد هذا الاستجواب «انفتاح السداح مداح»، كما صك بهاء وقتها مقولته بأن هناك من نواب البرلمان من يستحق لقب «نائب بمائة نائب»، ويحمل هذا اللقب من المعانى الكثير، أهمها أنك قد ترى أقلية برلمانية لا تستطيع هزيمة الأغلبية، لكن نائبا واحدا فيها قد يزلزل كل الأغلبية.
يتبع..








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة