بغض النظر عما ستحمله الأيام القادمة لمصر التى تبدو فى حلبة المجهول وبغض النظر عن أى كلام منمق لا يصح أن يقال حين تكون الأوطان عرضة للهلاك، أحمل أنا المواطنة الموقعة أدناه المأزق الذى تعيشه الأمة لكل القوى السياسية التى اعتلت المشهد منذ الخامس والعشرين من يناير وعلى رأسهم القوى المتدثرة بالدين.
المجلس العسكرى ليس شيطاناً وإن لم يكن ملاكاً ولكنهم مجموعة من البشر خبرتهم قليلة بالسياسة ودهاليزها وضعتهم الظروف التاريخية والحتمية فى موضع الحكم، وحين أرادوا الاستئناس واللجوء للقوى الوطنية لتعاونهم على السير فى حقل ألغام السياسة، وجدوهم متناحرين، كل منهم يريد أن يمارس معهم الخطيئة تماماً كما كانوا يفعلون مع النظام السابق، فقد كانوا يلعنونه نهاراً وينامون فى أحضانه ليلاً ولا استثنى منهم أحدا.
تصورت القوى المسماة بالقوى السياسة، أنها ستعيد نفس اللعبة مع المجلس، ولكن الظرف مختلف والزمن مختلف والشعب اختلف، فبدأ المجلس أن ظهره فى الحائط ولم يكن أمامه إلا أن يلجأ لمن يعرفهم من مستشاريه بعيداً عن المتناحرين.
مستشارو المجلس العسكرى لم يكونوا أفضل من غيرهم ولا منهم فقد دفعوهم من خطأ لآخر حتى وصلنا لما نحن فيه من مأزق يكاد يعصف بالكل.
المؤسسة الوحيدة التى تبدو متماسكة فى مصر فى طريقها هى أيضاً للتفكك. والفضل لمن أطلقوا على أنفسهم القوى الوطنية الذين أرادوا علاقة محرمة وعلى رأسهم المتدثرين بالدين الذين يعانون من شبق للسلطة وهم لا يدركون أنهم راقصون على جثث الموتى والموتى هذه المرة هى الأوطان.
اتقوا الله أيها الراقصون حول الموتى أليس منكم رجل رشيد.
اللهم بلغت اللهم فاشهد