فارق كبير بين التعامل الأمنى والتجاوز.. وما حدث فى ميدان التحرير، تجاوز لكل الحدود، لم يكن له مبرر واحد حتى ولو أخطأ شباب التحرير أو خانهم التقدير، كان على الداخلية بدلاً من التمادى فى خطيئتها، أن تكون أكثر قوة وقدرة على ضبط النفس وتحمل كل ما كان يمكن أن يحدث، بدلاً من التسبب فى حالة المواجهة العنيفة التى وصل إليها ميدان التحرير، ولا أعرف لماذا رغم كل هذا التدهور الميدانى تصرالداخلية على الاستمرار فى المواجهة والعنف، ولماذا لا تلجأ إلى محاولة الحوار والاعتذار، وهو ليس عيباً ولا يمس كرامة ولا هيبة الداخلية، بل ربما يضيف إليها، فليس من المقبول أن يستمر تساقط الضحايا دقيقة بعد الأخرى، بينما الداخلية لا تتوقف ولا تفكر لحظة فى التراجع عن العنف المفرط وكأنها تدخل فى ثأر شخصى مع الثوار أو تحاول رد اعتبارها الذى أهين فى الثورة.
أعتقد أن الدور الآن على المجلس العسكرى، فهو الذى يملك الآن تهدئة الميدان، بما لديه من رصيد عند الثوار، حتى وإن كان طال هذا الرصيد بعض الغبار وعدم الثقة خلال الفترة الماضية، جراء البطء فى اتخاذ القرارات والتعامل بأسلوب لا يتناسب مع الثورة، الا أن هذا كله يمكن أن يتوارى ويعود الود بين الثوار والمجلس العسكرى، إذا استطاع أن يستعيد ثقة الثوار بقرارات تكتسب قبولهم وتلبى مطالبهم، سواء إقالة الحكومة أو قبول استقالتها، والتأكيد على الجدول الزمنى لتسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة بعد حوار ناجز مع القوى السياسية والثورية، ولا أظن أن المجلس العسكرى يرفض هذا الأمر لأنه ليس متمسكاً بالسلطة ولا حريص على البقاء فيها أكثر من هذا ، فكل ما يبتغيه المجلس العسكرى أن تتسلم الحكم سلطة حريصة على البلد لا تورطها فى كوارث أو مواجهات يدفع ثمنها الشعب، وهذا يمكن أن توفره الانتخابات الحرة النزية، التى تكفل المجلس العسكرى بإجرائها سواء للبرلمان أو الرئاسة، ولن يختلف الوضع لو تم تبكير الانتخابات الرئاسية لشهور قليلة طالما هذا يرضى الشباب والقوى السياسية ..
أظن هذا كله لن يكلف المجلس العسكرى شيئاً لكنه سيعيد الهدوء والثقة بين المجلس والشباب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة