أكرم القصاص

هيبة الدولة.. وخيبة السياسة

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011 07:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يمكن استعادة هيبة الدولة فى مواجهة المتظاهرين، بينما الهيبة يسقطها العجز عن مواجهة البلطجية وقطاع الطرق؟. فى التحرير سقطت هيبة الدولة وبانت خيبة أمل فى المجلس العسكرى والحكومة والداخلية والأحزاب والمرشحين. أحداث التحرير أعادتنا للوراء وذكرتنا بأن من يديرون الأمر فى المجلس العسكرى افتقدوا تحديد الأولويات سهوا أو عمدا، وتسببوا فى شق الصفوف. لنكاد نرجع للخلف، اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، بفضل غياب الرؤية.

لا يمكن تصور إمكانية نجاح المجلس العسكرى فى إدارة شؤون البلاد، بينما هو عاجز عن إدارة أزمة صغيرة. وأن يكون التعامل مع اعتصام عشرات بعنف يسقط عشرين قتيلا ومئات الجرحى فى غياب التفاوض أو التفاهم، مع مطالب المعتصمين الممكنة والبسيطة.
كالعادة بقيت حكومة الدكتور عصام شرف مشلولة الإرادة، مغيبة حتى إذا اشتعلت الأحداث خرجت لتعلن بيانا هزيلا. الحكومة ووزارة الداخلية تصوروا أنهما فى حرب لانتزاع النفوذ والبحث عن هيبة ضائعة بقمع الشباب وقتل العشرات وجرح المئات، ونسوا أن الهيبة يصنعها القانون وتأتى من القدرة على تلبية مطالب المواطنين وحماية مصالحهم وليس بالاستقواء على الضعفاء والمتظاهرين، بينما تقف عاجزة أمام البلطجة والخروج على القانون وقطع الطرقات أو حتى تنظيم المرور. لقد اكتشفنا أنه يمكن للداخلية استعادة الهيبة الضائعة بتوظيف الأمن المركزى بنفس الكثافة والكر والفر فى مواجهة من يهددون الأمن ويخالفون القانون علنا.

بعد خراب مالطة عقدت الحكومة اجتماعاً طارئاً لبحث تداعيات الأحداث، طبعا بعد وقوع كل الأحداث، ومعها المجلس العسكرى الذى يدير بنفس الطريقة، انتظر كل هذا الدم ليصدر بيانا «يدعو فيه القوى السياسية والوطنية للمشاركة فى حل الأزمة، ويطالب الحكومة بسرعة كشف ملابسات أحداث التحرير»، وطبعا الملابسات لن تظهر وكل الأحداث الدموية لم يكتب لها أن تظهر ويتم تعليق الحدث فى رقاب جماعات مجهولة، ومؤامرات غامضة دون تحديد للفاعل.

التيارات والقوى السياسية والانتخابية ليست أفضل فى خيبتها من مجلس وحكومة، فقد جاءت ردود أفعالها هى الأخرى مرتبكة ومتأخرة، فى بيانات وتصريحات عامة وغامضة عن ضرورة «فعل كذا ومواجهة كيت»، تراجعت الأحزاب وتراجع مرشحو الرئاسة وبقى منهم من يريد المزايدة أو الظهور أو أن يكسب أرضا بعد أن حرق إمكانية الحوار. الأحزاب والسياسيون يفكرون بطريقة لم تعد تتناسب مع واقع جديد فرضته الثورة والأحداث، وبانتهازية أصبحت مكشوفة وخالية من الحبكات الدرامية. ومثلما افتقد المجلس العسكرى والحكومة القدرة على المبادرة، بدت الأحزاب هى الأخرى خارج نطاق الخدمة، مكتفية بالظهور فقط على منصات التحرير عندما يكون وقت الكلام. فى التحرير مثلما فى كل أزمة يغيب رجال الدولة والسياسة ويظهر الانتهازيون والمزايدون. ليؤكدوا ضياع الهيبة وحضور الخيبة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة